بعوضة الكيولكس .. لماذا في بلدة المزرعة؟
د . ردينة بطارسة
17-06-2008 03:00 AM
يعتبر البعوض العدو الأول للإنسان حيث يعمل على نقل العديد من الأمراض الخطيرة مثل الحمى الصفراء والملا ريا وحمى النيل الغربي وغيرها والتي تشكل في مجملها تهديدا للإنسان والبيئة المحيطة فيه,هذا وقد طالعتنا وسائل الإعلام المختلفة في اليومين الماضيين بخبر إصابة العشرات بلدغات بعوضة الكيولكس (culex mosquito) في منطقة المزرعة في محافظة المفرق ,متسببة بظهور أعراض مرضية على سكان المنطقة ,من هنا تبرز أهمية إلقاء المزيد من الضوء على هذه البعوضة وأسباب انتشارها في هذه المنطقة بالذات والعمل على منع ازدياد أعداد المصابين ,خاصة وان رواية القاطنين في البلدة تدل على ظهور أعراض مشابهة في العام الماضي في منطقتهم.
وتعتبر درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة من أهم العوامل المناخية المناسبة لتكاثر وانتشار بعوضة الكيولكس ,خاصة في الشقوق الأرضية الرطبة وأماكن رمي إطارات المركبات القديمة وخزانات المياة المكشوفة ومشارب المزارع المستخدمة للحيوانات والدواجن في المناطق السكنية ,بالإضافة إلى البرك الزراعية الصناعية المستخدمة في ري المزروعات او تلك الناتجة عن انجراف التربة بعد هطول أمطار غزيرة وكل الأماكن التي يتواجد فيها مياه راكدة فاسدة,كلها تعتبر من انسب الأماكن لتكاثر هذه البعوضة لذلك نجد أن بداية الصيف وخلال الفترة الممتدة حتى شهر أيلول هي اكثر أوقات السنة التي ينتشر فيها هذا النوع من البعوض حيث درجات الحرارة المرتفعة التي تساعد في عملية تكاثرها.
وتمتاز بعوضة الكيولكس بأنها تتغذى على الدم وغالبا ما تهاجم أثناء الليل فتقوم بلدغ الضحية في الأجزاء المكشوفة مثل الساقين والذراعين خاصة الفئات ذات المناعة المنخفضة مثل الأطفال وكبار السن التي غالبا ما تتسبب بتورم الأطراف لديهم ,هذا وينتج عن هذه اللدغات أعراض تحسسيه مثل احمرار الجلد وتورم المنطقة المصابة وارتفاع في درجة الحرارة وقد تكون الإصابة شديدة مما يؤدي إلى تشوهات جلدية يصعب شفائها .
ويوجد بعض الأنواع الخطيرة من بعوضة الكيولكس مثل كيولكس ببينس(culex pipnies) التي تعتبر الناقل الرئيسي لبعض أنواع فيروس السحايا وتنتشر في العديد من دول العالم وكيولكس تراسيلس(culex tarasalis) المسوؤلة عن نشر مرض حمى النيل الغربي في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1999.
وتعمل البعوضة على نقل الأمراض من خلال تكرار عملية مص الدم من شخص إلى آخر فيختلط لعاب البعوضة بدم الملدوغ الذي غالبا ما يتم أثناء الليل .
وبالنسبة لعلاج لدغات بعوضة الكيولكس غالبا ما يكون بأخذ مضادات الهستامين اما بالحقن او تناول الأقراص عن طريق الفم وذلك لتقليل آثار التفاعل التحسسي الناتج عن سمومها واستعمال خافضات الحرارة ومسكنات الألم والعلاجات الموضعية في مكان اللدغة .
ولمكافحة هذه البعوضة يجب علينا تدمير أماكن تكاثرها مثل التخلص من تجمعات المياة الراكدة والعمل على تغيير المياة في مشارب الحيوانات والدواجن باستمرار مع الالتزام بوضعها بعيدا عن التجمعات السكنية ونقل زرائب الأغنام خارج إطار المنازل بالإضافة إلى العمل على تغطية البرك الزراعية وعدم استخدام المياة المعالجة في ري المزروعات, ورش المبيدات الحشرية بصورة منتظمة في الأماكن المعرضة, وحماية الأطفال أثناء النوم من خلال وضع مناخل على الشبابيك والأبواب لمنع دخولها إلى داخل المنازل وارتداء ملابس مناسبة أثناء الليل .
وفي النهاية أقول ان تكثيف جهود جميع المعنيين في القطاعين العام والخاص ونشر الوعي بين سكان المنطقة هما الطريق الأسلم لحماية الأفراد والبيئة وبالتالي إنهاء المشكلة سريعا,متمنية السلامة للجميع