إبرة في قدم الفيل!حلمي الأسمر
20-12-2015 02:12 AM
يوم الثلاثاء، تكمل انتفاضة القدس مئة يوم، كثيرون راهنوا على أنها محض «هبة» سرعان ما ستخبو، لكنها استمرت، حتى بعد أن حوصرت في القدس، وحتى في ظل ظروف عربية ودولية لم يمر ما هو أسوأ منها، حيث لم يعد يهتم تقريبا بالملف الفلسطيني، لا عربيا ولا دوليا، بل ثمة زحف عربي باتجاه التحالف مع إسرائيل، وتقبيل أعتابها، طلبا لرضاها، وسعيا لعونها في محاربة ما يسمونه «الإرهاب»! مرت مائة يوم، أو كادت، ولم تزل انتفاضة القدس في إيقاع منتظم، كلما ظن العدو أنها هدأت قليلا، فوجىء بعملية نوعية، أعادته إلى الواقع، حصيلة الانتفاضة تقول أن هؤلاء الفتية الثوار، لم يزالوا كالإبرة التي انغرست في قدم الفيل، هي صغيرة صحيح، لكنها تنغص عليه حياته، وتملأها بالقلق! بدأت الانتفاضة، حسب تقويم العدو ومعطياته، بعملية رشق الحجارة التي قتل فيها المستوطن الكسندر لافلوبتش في جبل المكبر بالقدس قرب مستعمرة ارمون هنتسيف في 14 ايلول. ومنذئذ قتل 22 شخصا آخر ومنهم 20 اسرائيليا وكذا مواطن أرتيري ومواطن فلسطيني علقا في ساحة العمليات. 260 شخصا أصيبوا: 71 منهم بشكل متوسط أو خطير، و 189 بشكل طفيف حتى متوسط.وحسب معطيات وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله، ففي الشهرين الاولين من الانتفاضة استشهد نحو 93 فلسطينيا من الضفة و 3.700 اصيبوا. حسب معطيات ما يسمى «مركز المعلومات للاستخبارات والارهاب» الصهيوني، فما تشهده فلسطين، موجة مقاومة لا تشبه أي شيء عرفه في الماضي. فهي بعيدة بالكامل عن تنظيمات المقاومة، إضافة إلى الدور الكبير الذي تلعبه الشبكات الاجتماعية حيث «تساهم» في الهياج، بل إنها احتلت حسب تعبير معلق صهيوني، مكان المسجد في التعبئة و»التحريض!» فكما يقول المركز، فإن صور59 فدائيا فلسطينيا نفذوا أو حاولوا تنفيذ 49 عملية في مناطق الضفة في الشهرين الأولين من الانتفاضة يفيد بأنهم عملوا دوما تقريبا وحدهم. ساحات العملية: نحو نصف العمليات نفذت في منطقة الخليل ونحو 12 في المئة من العمليات نفذت في منطقة غوش عصيون المجاورة لها. الأغلبية الساحقة من العمليات نفذت في المعابر أو في الحواجز. أهداف العملية: ثلثا العمليات كانت موجهة ضد رجال قوات «الأمن» الصهيونية: جنود، مقاتلي حرس الحدود وحراس. نحو الثلث فقط كانت موجهة ضد مستوطنين. وهذه هي اعترافاتهم هم، حسب ما ورد معطيات المركز آنف الذكر! نوع العمليات: الغالبية الساحقة من العمليات كانت عمليات طعن بسكاكين وأدوات حادة (نحو 80 في المئة). بعضها عمليات دهس (نحو 12 في المئة أعلى منه في نطاق اسرائيل)، وقلة فقط منها عمليات إطلاق نار (8 في المئة). ومع ذلك، فقد كانت عمليات اطلاق النار هي الاكثر فتكا واسفرت عن قرابة ثلث عدد القتلى. مصير الفدائيين: 60 في المئة استشهدوا اثناء العملية؛ 30 في المئة وقعوا في الأسر؛ 10 في المئة تمكنوا من الانسحاب بسلام. عمر المنفذين: بين 16 و 22 فقط! الدافع: رجال «مركز المعلومات للاستخبارات والإرهاب» يقولون بأن «هؤلاء شبان انهوا تعليمهم الثانوي ومعظمهم وجدوا أعمالا لا تناسب مؤهلاتهم أو انضموا الى دائرة البطالة...». يضاف الى «الدوافع الوطنية – الدينية لهؤلاء الشباب قدر كبير من الإحباط الشخصي والرغبة في التعظيم أو الثأر من خلال التضحية الشخصية التي تعتبر بطولية»! هو ليس اليأس، بل الأمل، في التخلص من الاحتلال، أو وتحويله إلى احتلال مكلف على الأقل، وليس مربحا، كما فعلت سلطات التنسيق الأمني! وماذا بالنسبة للمستقبل؟ محافل الأمن في كيان العدو، كما ينشر الإعلام العبري، لا تتوقع في هذه المرحلة خبوا لنار الانتفاضة. بعضها يتحدث عن صعود درجة في شكل سلاح ناري او عمليات اطلاق نار تكون أكثر «ربحية» ولا سيما في نطاق الضفة! الإبرة في قدم الفيل، يحاول أكثر من متبرع حليف نزعها، وإراحته من ألمه، والفأر جيري، كما في مسلسل الكارتوني توم وجيري، هو الوحيد الذي نجح في ذلك! |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة