حفل ختان المودود “ترامب” بِقَدُومِ “داعش” ..
د.عبدالفتاح طوقان
17-12-2015 03:14 PM
يحلو للبعض ان يتساءل في ايام المناظرات الرئاسية الامريكية التي تجري في هذه الايام من نهايه عام ٢٠١٥، والتي يحاول فيها دونالد ترامب سبر كل ما هو خلافي واستفزازي وغير متوقع، هل يفاجئ العالم دونالد ترامب ويختتن نفسه بنفسه من خلال تصريحاته قبل ان يأتيه مباغتة “قدوم ”داعش ؟
ولعل من اسباب الختان هو ان دونالد ترامب انتهج في حملته الاستفزازية الافكار غير التقليدية والتصاريح العدائية للمسلمين والتي تهدف إلى خلق جلبة حوله وعنه.
ولتعريف الختان في اليهودية والاسلام نقول انه بتر تناسلي، فالختن هو قطع بعض مخصوص من عضو مخصوص، وقطع جلدةه زائدةه شبهها الفقهاء بعرف الديك.
ولقد روى البخاري (6298) ومسلم (2370) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اخْتَتَنَ إِبْرَاهِيمُ عليه السلام بَعْدَ ثَمَانِينَ سَنَةً، وَاخْتَتَنَ بِالْقَدُومِ. لذا لا سن معينة للختان وان يكن من الافضل حديث السن.
والمرشح الامريكي للرئاسة دونالد ترامب، اشبه بعرف الديك نفسه بطريقة شعره والوان صباغته، ولكن يبدو ان جلدته الزائدة وهبت اليه في لسانه حيث تصريحاته تؤدي في مفاهيم الطب السياسي حسب بعض من اراء الساسة إلى ضرورة ان يختن لسانيا وتناسليا معا في آن واحد وهو ابن التاسعة والستين بقدوم “داعش” لينظف عقله.
ختان (طهور) ترامب ليس من منطلق ديني بل من منطلق عقاب دنيوي، وذلك لكثرة احاديثه وهجومه علي الاسلام والمسلمين، وآرائه المتناقضة مع الجميع، والداعي الي اغلاق الانترنت عن”داعش” والشرق الاوسط، والتي تحتاج الي مليارات من ميزانيات، متناسيا انها ليست فقط داعش من تستخدم تلك التقنية ضد الولايات المتحدة بل العديد من دول معادية لامريكا، وكل منهم طريقته واسلوبه ولحظة الانقضاض.
فهل يملك دراسات عن التكلفة والامكانات المطلوبة لتنفيذ ذلك، وماذا عن شبكات اخرى مثل الهواتف والواتس اب والفايبر واومني مثلا !.
داعش وسقوط الخلافه الاسلامية
“داعش” التي تم الترويج لها من الاعلام الامريكي اكثر من اي اعلام اخر واصبغ عليها لفظ "الاسلام"، لا يعترف المسلمون المعتدلون بها بل ويجرمونها في كل ما تأتي به من افعال،، وهم في ذلك محقون . بل ان الموقف السعودي المحتضن لاربع وثلاثين دولة اسلامية لوضع استراتيجية لمحاربتها يحظى بالاجماع ويفوق الاغلبية.
دونالد ترامب يتناسى ان تنظيم “داعش” الذي يدعي انه يمثل دولة الخلافة الاسلامية - والاسلام والمسلمون منه براء - يقوم على احياء فكرة عقائدية سقطت اصلا وهي نظام الحكم في الشريعة الإسلامية.
هذا الفكر الذي كانت بداية سقوطه مع معاوية بن ابي سفيان تاريخيا، يقوم على استخلاف قائد مسلم على الدولة الإسلامية ليحكمها بالشريعة الإسلامية، اذن ثلاثة شروط هي قائد ودولة وحكم اسلامي. واصلا فشلت مع الحكم العثماني والثوره الايرانية. فلماذا محاولة احياء العظام وهي رميم من خلال التركيز والتضخيم الاعلامي؟
داعش والمخابرات البريطانيه الامريكية
"داعش" هي احدى مفردات اجهزة الاستخبارات البريطانية والامريكية، حسب تصريح العقيد ف. تشارلز شويبردج ضابط الاستخبارات البريطانية في جهاز مكافحة الإرهاب عن أن وكالة المخابرات الأميركية "سي اي آيه" والاستخبارات البريطانية دفعتا دولا خليجية لتمويل وتسليح تنظيمات مسلحة في مقدمتها “داعش”.
هؤلاء المسلمون الذي يطالب دونالد ترامب بعدم ادخالهم الى الولايات المتحده الامريكية وترحيلهم، هم أنفسهم المسلمون الذين يقفون مع سياسات الغرب المعتدلة ومن يصوت لصالح قرارات الامم المتحدة ومن يعادي التطرف، ومن يسمح لامريكا باستخدام اراضيه لنزع الارهاب ومقاومته وهم غالبية عظمى تكره الارهاب والعنف وتقف سدا منيعا في مواجهة اوكار الارهابيين وافكارهم الشيطانية التي لا تمت للاسلام بصله.
ان المسلمين الذي يعاديهم دونالد ترامب هم الاشد ايمانا بضروره"فتح الجحيم" على تنظيم الدولة الإسلامية المدججة بقتل الابرياء والارهاب، واقصد انهم يؤديون تصريحه في ذلك، فلماذا يستمرئ معاداتهم، سوى انه جاهل بفنون السياسة.
عموما حتى نفي الرجل حقه، دونالد ترامب ليس سيئاً كما يصوره البعض، هو يتحدث دون مواربة عن معتقدات يؤمن بها كثيرون من الساسة ولكنهم لا يعلنونها، يكاد يكون هو الاجراء في اعلانها والاكثر صراحة.
وبعض من يهاجمه لانه يريد فرض رقابة على المساجد في المنطقة العربية يتناسى ان المساجد في الشرق الاوسط اصلا مراقبة من الأوقاف التابعة للمخابرات، وحتى الخطباء واختيارهم يخضع لامن الدولة، لذا دونالد ترامب لم يأت بشيء غريب او مناف لتقاليد الشرق الاوسط.
ومن يهاجمه لتصريحه ان ابتهج العرب الأمريكيون بهجمات الحادي عشر من سبتمبر / أيلول، والتي سر تنفيذها لا يزال يشوبه الغموض مثلما يشوب الغموض نزول الامريكان على القمر في رحله ابوللو، فتلك حقيقة مرصودة حيث شعر بعض من العرب والعالم بمن فيهم ابناء امريكا نفسها بسقوط هيبة امريكا في عقر دارها، وهذا لا يتنافى مع ايمان الجميع بأن ما حدث هو عمل ارهابي لا يقبل به احد ولا بد من محاسبة كل من تسبب في ذلك، ولكن الفرح حدث وكان مولد من روسيا الى الصين، ان لم يكن شماتة في أقوى دولة عسكرية في العالم.
دونالد تطاول او تطايرت كلمات جدلية ومعتقدات سياسية غير مدروسة من فمه في بعض من المناظرات، وتهجم وخرج عن مواد الدستور الامريكي، معتقدا انه نبي مرسل لانقاذ امريكا والعالم، وان كل ما يصرح به هو من باب “ الرسول القادم “ الى البيت الابيض ولكن اليقين كل اليقين من بعض الساسة انه ات للبيت الابيض لصبغه بلون الرماد.
ايا كان، العالم امام مسرحية تسيطر فيها المناظرات الرئاسية علي “داعش” والدوله الاسلامية وامن امريكا المستقبلي وكيفيه قيام العرب بقتال “داعش “ عبر حرب برية تخرج من الاردن، وانهاء داعش بيد العرب وبدعم امريكي تسليحي وباموال الاجيال العربيه، وسقط من الحساب حقوق المواطن الامريكي والصحة والتأمين والبطالة وسبل الرزق والسياسات الخارجية والمديونية، كما سقط حق العربي في وطن امن مستقر.
ان “داعش” التي نراها اجرامية في حق الاسلام والمسلمين هي حصان طروادة القادم لبيع الاسلحة الامريكية وتهديد الحاكم العربي.
حفل طهور المودود وطبول الحرب
دونالد ترامب, الذي يحاول من خلال برامجه الدعائيه مخاطبة ود الصين لاجل مشاريعه القادمة وان يتمتع بصفة جديدة تسهل له المفاوضات مع البنوك المدين لها رغم تصريحاته بانه يمتلك اكثر من عشرة مليارات دولار، قد يكون هو المرشح الأوفر حظا في الفوز بترشيح الحزب الجمهوري ليكون مرشح الحزب في سباق انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن عليه ان يقرر الوصول الى خط الفوز بالترشيح اما “مفتولا او مختونا”، وطهور اللسان.
بلا شك ان ترامب هو فاكهة الانتخابات الامريكية ودليل آخر على مدى جدية النظام السياسي الامريكي وتفاهته في ان واحد.
عموما اقامة حفلات الختان عادة معروفة في مملكة المغرب التي يصور العديد من الافلام الامريكية بها، والاحتفال بطهور المودود بضرب الطبول قد يكون مغربيا على طريقه هوليوود، ولكنها طبول الحرب.
aftoukan@hotmail.com