الاردن ومزاد "ماكين" الانتخابي!
خالد فخيدة
17-06-2008 03:00 AM
في السابق، اعتدنا فهم السباق بين الجمهوريين والديمقراطيين لكسب اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة عند اقتراب موعد كل انتخابات رئاسية من خلال إظهار المواقف التي تظهر حرص كل منهم على أمان واستقرار الكيان الصهيوني في فلسطين على انه \"دغدغة للعواطف\" ينتهي أثرها فور دخول الرئيس الفائز إلى البيت الأبيض.
ولقد ظل التدقيق في هذه المواقف وتحليلها طوال العقود الماضية يسير في إطاره السياسي المجرد من أي بعد عقائدي، إلا أن الأمر اختلف بعد مبايعة الرئيس الأمريكي جورج بوش للإسرائيليين، في ذكرى النكبة الثانية والستين، بتنفيذ الوعد الإلهي التوراتي وإقامة دولة اليهود الخالصة على ارض فلسطين.
فهذا الوعد، حدد وجهة المحافظين الجدد المقبلة، واظهر حقيقة الأجندة التي يحملونها ويسعون الى استكمالها بعد أن دمروا العراق، وأثاروا الفتنة بين السني والشيعي والكردي والصابئي، ووضعوا لبنان على فوهة البركان، وها هو \"جون ماكين\" يستعد لحمل الراية بعد بوش ليكون الزعيم الجديد لهذا التيار الذي لا يعنيه سوى تدمير العالم من اجل إقامة تلك الدولة العنصرية تنفيذا لمعتقدهم الديني الزائف.
ما قاله مستشارو ماكين بان مرشحهم تبنى الخيار الأردني لحل القضية الفلسطينية وان أجندته الرئاسية المقبلة فيما يخص الصراع مع \"إسرائيل\" في المنطقة العربية بان يكون الاردن وطن الفلسطينيين، ليس بالجديد، فهذا الخيار متداول منذ عقود بين الإسرائيليين وحلفائهم في واشنطن وغيرها ولكن في الغرف المغلقة.
وإذا كان جديد هذا الطرح انه تم بصوت عال وخلال محاضرة ضمن برنامج حملة المرشح الجمهوري ماكين للرئاسة الأمريكية، فان قديمه أن تنفيذه فشل على مر العقود الماضية، وان جنوح \"إسرائيل\" الى السلام في أواخر عقد ثمانينات القرن الماضي كان الخيار المر بالنسبة لها لضمان أمنها وبقائها على ارض فلسطين المحتلة عام 1948.
دخول \"إسرائيل\" في عملية السلام، لا يعني بأي حال من الأحوال وأدها لمشروع الوطن البديل، فتطبيقه من عدمه مرهون بوحدة الجبهة الأردنية الداخلية التي كلما تراصت كلما تعقد تنفيذ هذا المخطط الذي يرفضه الفلسطينيون قبل الأردنيين.
أصحاب مشروع الوطن البديل لن يدخروا جهدا في محاولة \"تفكيك\" النسيج الوطني الأردني ومحاولة إثارة الفتن بين أقطابه، ولكن في إطار رفع منسوب تعزيز هذه الوحدة مطلوب من الحكومة تعطيل أدوات تنفيذ هذا المخطط على الأرض الأردنية ممن تدعي انها حامية لحقوق الانسان تماما مثلما فعلت مع الفرق التبشيرية قبل أشهر حينما كانت تتحرك باتجاه إثارة النعرات الدينية بيننا.
* الكاتب رئيس تحرير صحيفة الحقيقة الدولية