السياسة مثلها مثل أي قطاع آخر...فيه مدخل انتاج وفيه مخرج انتاج.... يعني لا يمكن لك ان تزرع قمحاً..وتحصد «بابا غنّوج» مثلاً..أي منتج في هذه الدنيا لا بدّ ان يتضمن جزءاً او كلاً من المدخل...ومن الغباء أن تضع كتلة من اللحمة في «ماكنة الفرم»..وتنتظر ان يخرج آيس كريم من الفوهة السفلية...
بمعنى آخر عندما نزرع ديكتاتورية ، وسلطة واحدة ، وخنق لحرية التعبير ، ومحسوبية ، واستحواذ على القرار ، واعتبار الشعوب مجرّد قطعان ترعى من ارض الله وتشرب من مائه ،ونقمع أي صوت او رأي او فكر يحاول النهوض في أي من البلاد العربية..فحتماً لن ننعم بشعب سويسري هادئ وناعم ومسالم بملامح شرق أوسطية...كل ما وضعناه في ماكنة السلطة من «سلطة» ونبذ الآخر سنحصده قامات بملابس سوداء وأقنعة وسيوف...
لسنا الوحيدون في «الإرهاب» ولكننا الأميز..لذلك وأنا أقرأ عن كوريا الشمالية فإنني أتوقع خروج تنظيم «داعش خاصتهم» ، وليكن اسمه «داكش دولة التنظيم في كوريا الشمالية « ، أتوقع أن يكون هذا التنظيم أكثر شراسة ودموية وحقداً وجهلا من تنظيم الدولة..لأن ما يتعرّض له من مضايقات وظلم وتفقير ومصادرة لحقوقه الإنسانية والأساسية تجعله يكفر في كل شيء حوله أو تصادفه أمامه...كما سيزداد حقداً على كل النماذج الناجحة والشعوب المرفقة من قبل أنظمتها لأنه لم ير في حياته الا صورة الزعيم وحبل المشنقة فإما ان يصفق او يعدم..
مثلاً نفقات زعيم آسيوي على الكونياك يزيد ب800 مرة عن معدّل الدخل السنوي لمواطنه...إذ ينفق ما مقداره 1.2 مليون دولار سنوياً على «الكونياك» بينما لا يصل معدل الدخل السنوي للمواطن في بلاده لأكثر من 1800 دولار بمعدّل 150 دولاراً شهرياً...كما فرض ذلك الزعيم مؤخراً على الرجال عدم تطويل شعرهم أكثر من 5 سم وكبار السن 7سم..وحصر تسريحات الشعر بــ 14 نموذج لقصات الشعر لا يجوز تجاوزها او تعدّيها...وغيرها الكثير من التضييق على الحريات الخاصة..دون ان يقرب أحد بالحديث عن السياسة او الحقوق السياسية فهذه كبائر لا يطفئها الا قطع الرقاب أو الحشر مع الأسود في قفص العقاب...
«داعش»،»داكش» «دافش»،»داخش» كلها أسماء مواليد ..خرجت من عيادة الديكتاتورية ..
الراي