لا تخلو نشرة أخبار عربية أو أجنبية في المحطات المشهورة من الحديث عن (مستقبل بشار الأسد)..! منذ خمس سنوات وهم يطالبون الرجل بالرحيل و التنحي و المغادرة و آخرون ليّنون قليلاً يريدون الاتفاق على كيفية الرحيل و المغادرة .. والرجل يضع رجلاً على رجل و يشرب الأرجيلة ويتبادل النكات مع من حوله و أذن من طين وأخرى من عجين ..!
كل الدول الكبرى و الصغرى ومن لها عميل استخباراتي واحد على الأراضي السورية يتحدث عن مستقبل الأسد ..منذ سالت أول قطرة دم سورية في 2011 وجملة (مستقبل الأسد) ثابتة كالهواء في الأثير ..!
فقدت سورية (مستقبلها) و نحن نتحدث عن مستقبل الأسد ..أضعنا حاضرنا و نعيش في توهان التوهان و الأسد حاضر وبمستقبله في رأس الزوبعة ..! ننتظر الراتب آخر الشهر ونحن ننتظر معه ما سيكون (مستقبل الأسد) ..نقف في الطابور أي طابور ..و نحن نتأفف من الانتظار و بطء الدور و نسلّي أنفسنا بالحديث عن مستقبل الأسد ..! مات ربع مليون سوري ذبحاً و غرقاً و حرقاً و تهديماً و تفجيراً ..ومستقبل الأسد يحفظ مكانة بين حكاياتنا المهمة..! تشرّد نصف السوريين بحثاً عن (مستقبلهم) وهم يبحثون بذات الوقت عن (مستقبل الأسد) ..!
يا الله ؛ يضيع مستقبل (ملايين البشر) ولا يضيع مستقبل رجل واحد ..! يا الله ؛ تتجيّش الدنيا حولنا ولا نتجيّش على كرامتنا لنحميها منّا قبل غيرنا ..! يا الله ..ذات يوم جعلونا نردد خلف الحكاية ( سبعة عشر رجلاً ماتوا من أجل صندوق ) و لكن الحكاية تسقط ونستبدلها بـ( ربع مليون سوري ماتوا من أجل بني آدم) !!
يا الله ؛ يلعبون بنا باسم (مستقبل الأسد)؛ فأين الحقيقة ..؟!
الدستور