الرفاعي : إجراءات غير تقليدية (صور)
16-12-2015 11:17 PM
عمون - أكد رئيس الوزراء الأسبق النائب الثاني لرئيس مجلس الاعيان سمير الرفاعي أن المطلوب في هذه المرحلة إمساك زمام المبادرة، والقيام بإجراءات غير تقليدية، وعدم الارتباك.
ودعا الرفاعي في كلمة له خلال زيارة قام بها الى مدينة معان الأربعاء إلى تكريس شراكة حقيقية منتجة بين القطاعين العام والخاص، تكفل توجيه البرامج والحوافز لتنمية المحافظات ولتوفير فرص العمل.
وعلى المستوى السياسي قال الرفاعي "نحن مقبلون، إن شاء الله، على مرحلة جديدة، وأتمنى أن يتم إقرار قانون الانتخاب، بالروحيّة التي جاء بها، وأن يحقق غايات توسيع قاعدة المشاركة وتحفيز التكتلات على أسس سياسية وبرامجية".
..........
تالياً نص كلمة الرفاعي :
بسم الله الرحمن الرحيم
معالي الأخ العزيز أحمد آل خطاب،
أصحاب المعالي والسعادة،
الأخوة الكرام،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
كل الشكر أولاً لمعالي الأخ أحمد آل خطاب، على هذه الدعوة الكريمة، وإتاحته الفرصة لي، للمزيد من اللقاء والتواصل، مع الأهل والأخوال في هذه المدينة الشامخة. ويغمرني الاعتزاز والفخر أن يكون هذا رابع لقاء لي في معان وثاني زيارة لبلدية معان، هذا العام. وبكل صراحة أقولها، إن مستوى الوعي والحرص على طرح القضايا الوطنية في العمق، هو ما يميّز هذه اللقاءات، سواء مع قطاع الشباب والأخوة الأكاديميين في جامعة الحسين، أو في لقاءاتي مع القطاعات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية في المحافظة العزيزة.
لقد أثبتت هذه المحافظة العزيزة أنها قادرة دائماً على رفد الأردن بالقيادات السياسية والاجتماعية والثقافية، وفي كافة القطاعات. والخير دائماً في معان وأهل معان إلى يوم الدين..
من هذه المحافظة أطل على الأردن فجر الهاشميين، وكانت بداية تأسيس الدولة، ومن أرضها كانت أول صحيفة أردنية "الحق يعلو"، أصدرها المغفور له الشهيد المؤسس، مراهناً على الفكر والكلمة وعلى الوعي. وهذه المحافظة قدّمت كواكب الشهداء دفاعاً عن الأردن وعن ثرى فلسطين الحبيبة، وما زالت ترفد مسيرتنا المباركة بالرجالات الكبار وبالقيادات المميزة، في العمل العام وفي القطاع الخاص.
نلتقي اليوم بهذه الدعوة الكريمة، كما التقينا دائماً، على الخير وعلى الانتماء لهذا الوطن الغالي والولاء لقيادته الشريفة، القيادة الهاشمية المباركة، التي قادت البلاد في أصعب المراحل والمحطات، وحافظت على استقرار بلدنا ضمن محيط هائج بالمخاطر والانهيارات من حولنا، وهي القيادة التي راهنت على الإنسان الأردني واستثمرت فيه، فكانت هذه الإنجازات الكبيرة وهذه النهضة المباركة.. وأقولها بكل صراحة إن رأسمالنا الحقيقي في الأردن هذه الثقة المتبادلة بين القيادة الهاشمية وبين الأردنيين جميعاً، وهي ثقة ترسّخت عبر أكثر من تسعة عقود، تغيّرت فيها الدنيا وتبدّلت من حولنا ولم نتبدل في ولائنا ووفائنا للهاشميين، ولم تتغيّر أحوالنا إلا للأفضل دائماً، بحمد الله.
الأخوة الكرام، صحيح أن التحديات كبيرة. ولكن أيضاً الفرص كبيرة. وقد تعلمنا من جلالة قائدنا ورائدنا الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه، أن التحديات هي في جوهرها، فرص قائمة، ولا يجوز هدرها، وعلينا استثمارها. واعتقد في المجال الاقتصادي، انه من الممكن اليوم، بالمزيد من الجهد والإرادة والمنهجية الواضحة، أن يشهد بلدنا نهضة كبيرة على صعيد تحفيز الاستثمار النوعي، وتوفير فرص العمل لأبنائنا وبناتنا، وبالذات في محافظاتنا. وأنا تحدثت في هذا الموضوع كثيراً، ولا يجوز لنا أن ننكفئ ونرتبك، فتضيع منا الفرص، وتتعطل قطاعاتنا، ونكتفي بإجراءات الجباية، وكأنها تصنع اقتصاداً..
والمطلوب اليوم، إمساك زمام المبادرة، والقيام بإجراءات غير تقليدية، وعدم الارتباك، وتكريس شراكة حقيقية منتجة بين القطاعين العام والخاص، تكفل توجيه البرامج والحوافز لتنمية المحافظات ولتوفير فرص العمل.
في صعيدٍ آخر، وعلى المستوى السياسي؛ فنحن مقبلون، إن شاء الله، على مرحلة جديدة. وأتمنى أن يتم إقرار قانون الانتخاب، بالروحيّة التي جاء بها، وأن يحقق غايات توسيع قاعدة المشاركة وتحفيز التكتلات على أسس سياسية وبرامجية.
واليوم لدينا منجزات مهمة في التشريعات الناظمة للعمل السياسي، في قانون البلديات واللا مركزية وفي قانون الأحزاب، رغم أي ملاحظات، فإن ما تحقق مهم ويشجع على المشاركة في العملية السياسية، وفي التخطيط لمستقبل الأردن، ولتطوير نموذجنا الديموقراطي.
منذ عدة شهور تحدثت لأول مرة من معان، ومن جامعة الحسين، عن ضرورة تجديد النخبة الوطنية الأردنية. وأنا متفائل ومستبشر كل الخير، بأبناء المحافظات، وأبناء معان وبناتها، أن يكون لهم إسهام كبير في تجديد شباب الحياة السياسية الأردنية، من خلال تجديد نخبها وضخ المزيد من الدماء الشابة، في كافة العروق، في المجال النيابي والبلدي وفي العمل الحزبي والنقابي وفي القطاع الاقتصادي. وحتى يتحقق ذلك، لا بد من مشاركة أوسع، من خلال الإقبال على صناديق الاقتراع، ودعم البرامج والسياسات الأقدر على خدمة الأردن ومسيرته المباركة.
كل الشكر لمعالي الأخ أحمد وللحضور الكريم، ويسرني أن نتبادل الملاحظات والآراء، واسأل الله العلي القدير أن يحفظ الأردن وأهله، وان يديم علينا نعمة الحكم الهاشمي الرشيد، في ظل سيدنا وقائدنا جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه.