كنت جالسا في البيت ؛ وحدي، افكر في استضافة صديقتي وكيف ارتب "مرجوحتها" الخشبية؟ ، واشياء اخرى، في وقت متأخر من الليل والشمس ساطعة في السماء؛ لا عجب، قررت صنع ثوب تقليدي ، لصديقتي.. من خيوط اردنية، وادوات الحياكة والنول والمطرزات بامتياز، كذلك قمت باعداد منسف ايديولوجي طبقي حقير بامتياز ايضا.. ملاحظة كل المكونات منتجات محلية؛ وذلك لزوم الاحتفال الكبير... دق الباب؛ للحظة استعرضت اصدقاء الاموات، لاعرف من دق بابي؛ للوهلة الاولى تخيلت الطارق صديقي الذي مازال يحبو ويتكئ على عكازه اتى ليعلن توبته عن اخطاء القوم تجاهي؛ تخيلت اشياء كثيرة، لملمت اشلائي وفتحت الباب واذا بموظف، انيق يسلمني دعوة كتب عليها سعادة السيد ...الهذا الحد يسخر القوم مني؟ ؛ فانا لست سيدا ولا سعيدا.. !! صنعت منسفا لياكل منه الكادحون والمنافقون والمسعورون..، على حساب ذلك الخروف الطيب ورفاقه اللبن والجميد و"الرز" ورغيف الخبر والقمح ،بالمناسبة، كل اشيائي وطنية والثوب والخيوط ايضا ، من اجل لحظة صدق واحدة ، اعترف بان "المرجوحة" مستوردة فخشب الطوبار والبيوت والعمارات والمصانع والرجال الذين يحملونها هم وافدون، باستثناء من يعلق عليها من وطني هم :الوطنيون ..

ايا "ويلز"هل تذكرين الاحتفال الكبير في بغداد، تجربة المرجوحة والاعواد والحبال.. لا تنزعجي؛ اريد ان ترافقيني الى الحفل في باحة القصر وسط الصحراء؛ ثمة عشاء، و"سكر وعربدة" و"ثمالة حتى النصر" ورقص، عربي وافرنجي، مع سفراء وشخصيات عامة وخاصة مرموقة نتبادل ابتسامات كاذبة وعبارات سخيفة، نساؤنا يرتدين ثياب سهرة طويلة ولكنها خادشة للحياء العام، الارداف "مكشوفة" و"السيقان"و"السفينة "وبعد خروجها من حفلة تنكرية بطلها "الليزر"، على الرغم من ذلك، كوني ملتزمة، لا تغاري،ستكوني بضيافة كبار القوم، ما عليك سوى توزيع الابتسامات وان تلبسي الثوب وتاكلي المقسوم ثم تعلني عن اردنيتك لا تغيير فيما اذا كنت من قوم الفرنجة، منذ اعلانك انت في احضان الاسلام السمح ! لا تصدقيهم تحركات ونشاطات وتعليقات الآخرين عليك لا تساوي شيئا ، امام "طغمة" باتنخابات نزيهة مئة بالمئة كما هو المنسف و"المدرقة " التي ترتدينها ؟!

سيدتي"السفيرة" ؛ انا "عبد"من عباد الله ولست سيدا ولا سعيدا كما ترين؟! استحلفك بالله؛ اخبريهم ؛ لم اكن "سكرانا " واني بكامل قيافتي ! وهذا "الرعاش" بسبب الجوع؛ فقط !!!

الانباط