مستشار ماكين الذي يريد دولة فلسطينية في الأردن
جميل النمري
17-06-2008 03:00 AM
نقلت بعض المواقع الالكترونية المحلية خبرا تجاهلته صحف أمس وقد يكون السبب أن المصدر هو موقع الكتروني اسرائيلي غير موثوق صحفيا، لكن الأمر يستحق المتابعة والتدقيق لخطورة ما جاء فيه على لسان أحد مستشاري المرشح الجمهوري ماكين حول استراتيجية المرشح لحلّ القضية الفلسطينية وهي بعبارة واحدة اقامة الدولة الفلسطينية شرق النهر أي في الاردن.
روبرت كاغان مستشار الشؤون الخارجية في حملة ماكين هو من جماعة المحافظين الجدد الذين قادوا ادارة بوش الابن. وتنشر صحيفة الشرق الأوسط مقالات له من حين لآخر وهو كاتب عمود في الواشنطن بوست وباحث مشارك في معهد كارينغي وعضو في مجلس الشؤون الخارجية، ونقرأ في سيرته على الانترنت أنه عمل كاتبا لخطابات جورج شولتز عام 85 و عيّنه اليوت ابرامز (من رموز المحافظين الجدد) مديرا لمكتب الدبلوماسية العامّة المكلف في حينه دعم ثوار الكونترا ضد الحكم السانديني في نيكاراغوا والذي تمخض عن الفضيحة الشهيرة ايران- كونترا في عهد ريغان. والده دونالد وأخوه فريدريك مؤرخان ينتميان لنفس تيار اليمين وكتبا تنظيرا لصالح سياسة تدخلية عسكرية أكثر قوّة. وكاغان مع زميله وليام كريستول أسّسا "مشروع القرن الأميركي الجديد" وكتبا في حينه للرئيس كلينتون يحرضان على تغيير النظام في العراق. وهو من الداعين حاليا لزيادة القوات الأميركية في العراق لتحقيق "النصر".
الرجل كما هو واضح من رموز ومنظري اليمين الجديد في أوضح ملامحه، البراجماتية الفظة و استخدام القوّة للتغيير وعدم احترام الرخاوة الأوروبية. ولسنا هنا بصدد اثبات كم كانت هذه السياسة فاشلة ومدمرّة وخرج معظم رجال هذه المدرسة من الساحة مدحورين ومنهم أحد أبرز تلاميذ كاجان وهو ريتشارد بيرل الملقب "أمير الظلام".
هذا التيار يتجاهل الخصوصيات المحلية وتعقيداتها ويحلّ خياله الأيدلوجي والارادة الذاتية وما توفره القوّة العظمى من امكانيات لاعادة هندسة جيوسياسية على الرقع المستهدفة من العالم، وعليه نقدّر تماما كيف ينشأ هذا النوع من التفكير مثل الذي طرحه كاغان في محاضرته في جامعة نيويورك ونقتبس النصّ التالي مما قال أنه استراتيجية لحلّ القضية الفلسطينية لادارة ماكين اذا نجح: "الأردن يضم أغلبية فلسطينية ومن الطبيعي حين نتحدث عن الديمقراطية أن تحكم الأغلبية في بلدها، وبالتالي لن يكون هناك حاجة لدولة أخرى لأنها بالفعل موجودة وهي قائمة ويمكن للعائلة الهاشمية أن تبقى في الملك إن أراد الشعب الفلسطيني ذلك، أما عن الضفة الغربية فمشكلتها بسيطة، التجمعات السكانية الإسرائيلية تبقى جزءا من دولة إسرائيل والتجمعات السكانية الفلسطينية يتم تبادل الأراضي فيما بينها وبين إسرائيل حيث هي غير قابلة للتواصل مع الدولة الفلسطينية شرق الأردن والباقي يصبح جزءا من فلسطين التي تمتد من حدود العراق إلى حدود إسرائيل".
الرجل ليس هامشيا واطلاق هذا الكلام من المستشار الرئيس للشؤون الخارجية للمرشح ماكين هو أمر خطير للغاية، وطبعا ينبغي التوثق أولا أن هذا ما قاله الرجل فعلا، ثم اصدار ردّ فعل قوي للغاية من جانب الخارجية الاردنية يدين هذه التصريحات ويطلب من المرشح الجمهوري ادانتها وإبعاد الرجل عن موقعه كمستشار في حملته.
jamil.nimri@alghad.jo
الغد