كيغان وكريستول والخيار الأردني
سامي الزبيدي
17-06-2008 03:00 AM
ماذا يعني ان تكون شخصيات من نوع روبرت كيغان وويليام كريستول الفريق المكلف بتقدم تصور مفصل لاستراتيجية السياسة الخارجية في الشرق الاوسط للمرشح الجمهوري جون ماكين؟.
وماذا يعني ان يقول روبرت كيغان ان المرشح الرئاسي عن الجمهوريين ماكين سيتبنى بالفعل استراتيجية الخيار الاردني ? في حال نجاحه في الانتخابات المقبلة ? للتخلص من العبء الذي تشكله قضية النزاع الفلسطيني الاسرائيلي حول الاراضي في الضفة الغربية على السياسة العامة للولايات المتحدة في الشرق الاوسط فإن الخشية من نظرية الوطن البديل تصبح جدية لانها أضحت الان تمتلك قدمين.
معنى ذلك ان اميركا بكل عظمتها تتحول من حليف استراتيجي الى مكمن خطر محيق ليس على الاقليم فقط بل وعلى الأردن تحديداً ويعني ايضا ان علينا ? في حال نجاح ماكين ? ان نفكر في الكيفية التي يمكن من خلالها الابقاء على حيوية القضية الفلسطينية ومنع حلها خارج فلسطين التاريخية، طبعاً بتعاون وثيق بين الأردنيين والفلسطينيين وليس عبر أي شيء آخر.
ان هذا الفريق هو من بدأ مشروع القرن الاميركي الجديد The Project for the new American Century (PNAC) ذلك المشروع الذي دشن حملة من اجل الترويج لغزو العراق، ومن اجل حرب عالمية على الارهاب مركزها اسرائيل وهو الذي يحرض على مواصلة الحروب الاستباقية من اجل الغاء مبدأ وجود متنافسين في النظام الدولي وهو الذي لا يقبل النظر الى المنطقة إلا بعيون صهيونية وبالتالي فإن خطورته تصبح ذات طابع وجودي بالنسبة للأردن.
هذا المشروع يعد منبراً لائتلاف يضم ثلاث قوى متطرفة وهي القوميين المتشددين مثل ديك تشيني، والمسيحيين الصهيونيين من اليمين المسيحي المعبر عن رؤى ليو شتراوس اما الرئيس الحالي بوش فهو من اتباع هذا الخط وليس قيادياً فيه، والمحافظون الجدد الذين يركزون اهتمامهم على اسرائيل بوصفها المركز المتقدم للحرب على الاسلام الفاشي حسب وصف ادبياتهم ومن اعلامهم ريتشارد بيرل ودوغلاس فيث وولفيتز واليوت ابراهامز وبروبرت كيغان ووليان كريستول.
ويعد ويليام كريستول محرر صحيفة ويكلي ستاندارد، بالاضافة الى المحلل بمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي روبرت كيغان من اخطر رموز هذه الطائفة وهما اللذان يقودان الان حملة المرشح الجمهوري ماكين مما يعني ان نجاح الجمهوريين سيكون وبالاً على المنطقة ومن شأنه احياء مشاريع تصفوية سواء للقضية الفلسطينية او للأردن.
وبعد ذلك أسأل كيف يفضل البعض من السياسيين نجاح ماكين، أليس في ذلك ترحيباً بمشاريع هؤلاء المتطرفين؟.
samizobaidi@gmail.com
الراي