نحن "خبراء" في قمع أنفسنا... لأجل الآخرين!
ونعتقد أننا طبيعيون جداً بإحساسنا الدائم بالذنب.. المجهول اللامرئي في خلايانا!
نشعر بـ "راحة" و"ألفة" لهذه المشاعر!.. يا ترى لماذا؟
الإجابة طويلة جداً وجداً.. وتحتاج خبراء، بعيداً عنّا نحن "الخبراء" في الحزن الذي تحوّل إلى "قناعة" و"رضا" ولا نريد لأحد أن ينغّصه علينا!
نحن سعداء برغم الألم (خاوة).. نتألم بسعادة! إذ اعتدنا الإجابة لسؤال: كيفك؟ -"الحمدالله منيح"! مع أنني لست ب"منيح" على الإطلاق! ولست على ما يرام وأريد الصراخ!
نتبادل النكات بسخرية..
نحتفل بكل المناسبات والأعياد بفراغ هائل ( خاوة)
نتجمّل ونسعى للأناقة والمظهر العام..
وعلى مائدتنا ذاك "المنسف" و"الورق دوالي" والزيت والزعتر هو البطل أغلب الأحيان!
نلتقط صوراً لموائدنا! لماذا؟ لا أفهم الغاية منها!؟
ويجب أن نأخذ الأرجيلة، ذلك الإدمان الحنون! ونستنشق سمّه بسعادة أيضاً!
وللمدخنين سعادة أخرى بقتل الجسد..
بالإضافة لإدماننا للأخبار... "أي أخبار"!
و "لسعادة" كل السعادات ننحني، وأيضاً بسعادة !
نعيش بكل التناقضات ونديرها بتوازن رهيب..
وما تُنتجه هذه الإدارة غريب! ... لكننا "سعداء".. وخاوة
نتحدث عن الحياة والأمل والغزل والعشق بأملٍ في محاولة "إقناع" تنجح في أغلب الأحيان!
وعندما نتحدث عن الألم والواقع والحقيقة نفشل دائماً، سواء بالتعبير أو محاولة التغيير..
نحن طيبون جداً، لدرجة السذاجة.. لكنني أحب هذه الطيبة والسذاجة.
نحن أذكياء جداً لدرجة أن الآخرين يعلمون بها ونحن أنفسنا لا نعلم.
ونحن حزينون جداً برغم كل الصور والضحكات والأناقة وكلمات الأمل وشغفنا للحياة..
نحن لدينا قضايا كثيرة وكبيرة.. هموم كبيرة وصغيرة..
فلتبقَ قضيتنا الأعمق والأسمى وهي أن نحب بعضنا البعض، ونتمنى الخير لهذا الوطن، وإن انتقدنا لنَصلَ للأفضل فما ذلك إِلَّا من باب الغيرة والمحبة وإحساسنا بالذنب إن لم نفعل..
* الكاتبة اردنية تقيم في استراليا