ما أتحدث عنه هو رجل الأعمال الأمريكي، حفيد المهاجرين الألمان وابن المهاجرة الاسكتلندية، مرشح الرئاسة الأمريكية في إنتخابات 2016 عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب، هذا الطرمب الذي كسر عصاته في أولى غزواته كما يقول المثل العربي الدارج، وأثبت أنه غير مؤهل لرئاسة أمريكا.
ذا الطرمب لم يستطع إخفاء أجندته وتوجهاته، وأنه أسير مرتهن لمراكز الضغط اليهودي و"اللوبيات" وخاصة "الإيباك" المسيطر على كافة مفاصل الحياة الأمريكية بدءا من الإعلام حتى البيت الأبيض مرورا بـ"الوول ستريت" حي المال والكونغرس.
كما أنه أثبت رغبته بتنفيذ أجندة الكارتيلات الصناعية والنفطية والتسليح الأمريكية، لأن ذلك هو ديدن الجمهوريين على وجه الخصوص، مفجري الحروب والأزمات في العالم لضمان تشغيل المصانع التسليحية والسيطرة النفطية على وجه الخصوص، عكس الديمقراطيين الفقراء المسالمين الذين يكتفون بالإرتهان للوبيات اليهودية، رغم أن الرئيس أوباما حاول كبح جماح الإنحدار بسبب إهانات رئيس مستدمرة إسرائيل له، وقيام الكونغرس الأمريكي بتجاهله والتشبيك واستقبال نتنياهو دون التشاور معه.
كسب هذا الطرمب في الآونة الأخيرة، شهرة واسعة وأصبح حديث الشارع الأمريكي والرأي العام العالمي والعربي على وجه الخصوص، ليس بسبب أطروحاته المتعلقة بالتنمية أو تحقيق السلم العالمي والحد من ظاهرة التسلح بشكل عام أو محاربة الفقر، أو على الأقل إيجاد حلول لمأساة الأمريكيية الذين ينامون في الشوارع لعدم إمتلاكهم السكن، كونه رجل اعمل متخصص في الفنادق واليخوت وساحات وملاعب الغولف.
كانت شهرته عكسية لجريمة ارتكبها، من خلال تبنيه طرح كل ما هو معاد للعرب والمسلمين، وطالب مؤخرا بمنع المسلمين من دخول أمريكا ومراقبة المساجد والمراكز الإسلامية في الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا ما ينادي به ويسعى إليه يهود بحر الخزر الصهاينة، الذين لا يريدون رؤية أي مسلم أو عربي في الولايات المتحدة على وجه الخصوص، لضمان سيطرتهم على القرار والرأي العام الأمريكي.
وما كان مفاجئا هو أن البيت الأبيض سارع بإدانة تلك التصريحات الخرقاء، وتبرأ منها وأكد انها لا تمثل الموقف الرسمي الأمريكي، كما أن شريكه والمستفيد الأول من تلك الهرطقات، رئيس مستدمرة إسرائيل نتنياهو إضطر للتظاهر بإدانة تلك التصريحات، ومتمنيا عليه الوفاء بوعده وزيارتة مستدمرة إسرائيل في الثامن والعشرين من هذا الشهر والإجتماع به كما كان مقررا.
هذا الطرمب هو شخصية شوفينية مريضة شاذة عنصرية نازية، كون جداه مهاجرين ألمانيين، فرغم أن الأمريكيين يفتخرون بأنهم بلد المهاجرين، وأنه لولا المهاجرين من كل انحاء العالم لما رأينا هذه الأمريكا التي أذاقتنا كل الويلات وأكثرها إيلاما، تتربع على عرش العالم.
ورغم أن والدته مهاجرة من جزيرة إسكتلندا، وجديه مهاجرين ألمانيين كما أسلفت، فقد وصف المهاجرين المكسيكيين لأمريكا بالمغتصبين، ووصلت به الهرطقة، حد التعهد ببناء "سور عظيم" على حدود امريكا الشمالية يتحمل المكسيكيون نفقاته، وهذا دليل ساطع على التقاطع بينه وبين مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيوينة ذات الجدر.
الغريب في الأمر أن هذا الطرمب رجل الأعمال الثري، يرتبط بعلاقات تجارية واسعة مع العرب والمسلمين، ويجني الأرباح المهولة من التعامل معهم، وتتركز معاملاته وصفقاته في دول الخليج العربية وأذربيجان وتركيا واندونيسيا.
وما هو أغرب من ذلك، هو أن أحرار بريطانيا سارعوا بجمع 250 ألف توقيع خلال أربع وعشرين ساعة للمطالبة بمنعه من دخول بريطانيا، وإرتفع الرقم خلال يوم واحد إلى 400 ألف موقع والحبل على الجرار.
رب ضارة نافعة، إذ أن هذا الطرمب وقع في شر أعماله، وأثبت أنه غير مؤهل للرئاسة وقيادة ألعالم من خلال رئاسته لأمريكا، لأنه داعشي النظرة والنظر، وأثبت أن ولاءه الذي لا حدود له، لمستدمرة إسرائيل وشعاره هو " : أنا أحب إسرائيل وسأدعمها من كل قلبي "، وله قولة أخرى أنه يؤيد رئيس وزراء مستدمرة إسرائيل نتنياهو ويريده قويا، لأن ذلك يعني إسرائيل قوية.
السؤال المحرج هو :ماذا فعل العرب والمسلمون ردا على هذا الطرمب؟