تخبط بالقرارات في التوجيهي
د. بلال السكارنه العبادي
14-12-2015 04:39 AM
إن السياسات الممنهجه التي تستخدمها وزارة التربية والتعليم منذ استلام الدكتور محمد الذنيبات وزارة التربية والتعليم ، والسعي نحو الحزم والجدية في معالجة كثير من الثغرات والفجوات في السياسات التعليمية السابقة ، وكذلك تطوير منظومة وزارة التربية والتعليم ،خاصة امتحان الثانوية العامة ، وما زالت محاولاته مستمرة لذلك وهو جهد له كل الشكر والتقدير يحترم عليه ،إلا انه لن يستطيع أن يضع كافة الحلول لكثير من الأخطاء والسياسات التعليمية السابقة التي أثرت على إيجاد نوع من التسيب في بعض منها،.
وحتى نرقى بشكل أفضل ولا تكون سياستنا التربوية متسرعة ومتخبطة وعلى حساب الطلبة وذويهم وجعل منهم فئران للتجارب ، فلا بد أن تكون القرارات مدروسة وضمن اطر علمية واعتماد على التغذية الراجعة عن السنوات السابقة ، وذلك فيما يتعلق بامتحان الثانوية العامة وفكرة جعله على فترة واحدة بالسنة والمخاطر المرتبطة به، خاصة إن اعتماد نظام الفصلين مطبقة منذ ما يقارب الثلاثين عاما ً ، ولا أظن أن خضم هذه التجربة والتي كانت نتائجها ايجابية أن نسعى بالسنوات القادمة لإعادة برمجتها من جديد على أن يكون الامتحان لمرة واحدة ، وان فكرة الفصلين لم يكون عليها أي اعتراض في كل السنوات التي مضت ، ولا ادري ما الفائدة من جعل الامتحان لمرة واحدة في السنة، وبالتالي لا يجوز تجاهل كل التجارب السابقة رغبة في التغيير غير الممنهج .
وبالتالي أن المطلوب ليس النظر في آلية عقد الامتحان، وإنما “إعادة” النظر في مرحلة الثانوية العامة بكل مكوناتها وعناصرها، والتي تشتمل المسارات والمناهج وإعداد المعلمين والبيئات التعليمية وعمليات التقويم، وضرورة وجود نظرة شاملة تؤدي إلى طريقة جديدة في النظر لمرحلة الثانوية العامة، وليس التفكير بشكل جزئي كون هذه القضية العامة ليست مرتبطة بدورة أو دورتين .
إن تطبيق توصية عقد الامتحان مرة واحدة سـيؤثر على نوعية ومخرجات التعليم، ولن يخفف من معاناة الطلبة وذويهم، بل سيوجد عبئا إضافيا عليهم، كونه امتحاناً مصيرياً ، وأن هدف هذه التوصية هو “ضبط قاعات الثانوية العامة والموازنة، وليس إصلاح وتطوير نوعية التعليم”، مؤكداً أنه “تراجع واضح في عملية الإصلاح التعليمي المنشود”. علماً أن البرامج الأجنبية “توزع امتحاناتها على عامين أو ثلاثة”، متسائلين “لماذا نحن نقلصه لامتحان واحد”.
ولذا تنمى على وزير التربية والتعليم إذا رغب بتطوير السياسات التربوية أن يسعى إلى التركيز على منظومة التعليم المكونة من المدرس والمنهاج والطلبة والبنية التحتية المدرسية ، بالإضافة على أن تبدأ من الصفوف الابتدائية الأساسية ولا يكون جل تركيزنا على امتحان الثانوية العامة لوحدة ، وبالتالي لا ندري متى نتخلص من هذا الكابوس المقيت لامتحان الثانوية العامة ويصبح كباقي الامتحانات وعلى كافة المستويات .
bsakarneh@yahoo.com