بغض النظر عن الرأي الشخصي لأي انسان في جولات السفيرة الاميركية أليس ويلز ، الا انها تقوم بواجبها على أكمل وجه ، وتؤدي مهامها لبلدها بنجاح يفوق التوقع ، تستقبل الاميركان القادمين وترتب لقاءاتهم ، وتجمع المعلومات، وترسل التقارير لخارجية بلادها ، بأدق التفاصيل ، فالمتبرعون كثر واللقاءات مع مختلف الفعاليات الرسمية والشعبية والمجتمع المدني على مدار الساعة.
ووفقا لما يقتضيه الواقع الدبلوماسي فان السفير جاسوس مرخص، يُدرب قبل قدومه على اقامة العلاقات، وتحليل الواقع - وليس كيفية الاكل بالشوكة والسكين - وفعل كل ما يساهم في تحقيق الاهداف التي ارسل من اجلها سواء كان سفيرا ، أو ملحقا عسكريا أو ثقافيا أو تجاريا.
السفيرة ويلز ابنة ضابط اميركي سابق عمل في الاردن وسكن مع عائلته في الزرقاء ، ولم يتم اختيارها عبثا كما يختار سفراء العرب لتمثيل بلادهم ،فهي مولودة في لبنان وتتقن عدة لغات ودرست العربية ، وعملت في مواقع مهمة في بلادها وخارجها ، وعقد لها امتحان واجرت المقابلات قبل ان تأتي لبلادنا.
ويلز كما غيرها من السفراء المهمين ، يطالعون كل شيء ، لان هدفهم ومهماتهم محددة ، ولا يغر البعض حلاوة لسانهم واشادتهم احيانا ، فقد سألت اسئلة حساسة في المفرق والزرقاء ، ورعت حفلا حساسا ايضا للشواذ في عمان، وطالبت الاردنيين التواصل معها عبر الفيس بوك.
ويلز تشارك الناس افراحهم واتراحهم ،فقد زارت بيوت عزاء واخرها «الملكاوية والعقاربة « وعادت الجرحى ، وتتجول في عمان ، فأكلت الشاورما في الدوار الثاني ،والفلافل في شارع الرينبو ، والمنسف عند العديد من المعزبين ، ودعت لاستخدام اللحم الاميركي فيه بدلا من البلدي دعاية لبلدها.
ويلز ليست كالسفراء العرب ، زارت القرى قبل المدن والمخيمات قبل البوادي ، ولا تدخل البيوت عنوة بل دعوة.
مفارقة..زرت هولندا والتقيت بمساعد وزير الخارجية وكان يحفظ المعلقات السبع ويعرف منطقة الخليج حارة حارة، واعرف من سفرائنا من طلب كتابا يقرأوه عن دولة عين فيها سفيرا ، ووضع لنفسه برنامجا للتعرف على المناطق السياحية.
الرأي