العالم يقر اتفاقا فارقا للمناخ كنقطة تحول من الوقود الحفري
13-12-2015 02:08 AM
عمون - أقرت الوفود المشاركة في المؤتمر العالمي لتغير المناخ اتفاقا فارقا اليوم السبت يحدد المسار لتحول "تاريخي" لانهاء اعتماد الاقتصاد العالمي على الوقود الحفري خلال عقود في محاولة للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.
وفي نهاية أشد الأعوام حرارة منذ بدأ الرصد وبعد أربع سنوات من محادثات شاقة رعتها الأمم المتحدة تضاربت فيها كثيرا مصالح الدول الغنية والفقيرة ومصالح الدول الجزر التي تواجه الخطر مع مصالح الاقتصادات الصاعدة.
واحتاج وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لدقائق معدودة لإعلان إقرار الاتفاق وسط تصفيق وصفير من وفود نحو مئتي دولة.
وقال فابيوس وهو يعلن ختام الاجتماع وسط دهشة المراقبين الذين استعدوا لساعات من المداولات بعد أسبوعي التفاوض الشاقين "بمطرقة صغيرة يمكنك تحقيق أشياء عظيمة."
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي قاد وفد المفاوضين الأمريكيين في باريس "إنه نصر لكل من على سطح الكوكب وللأجيال القادمة."
وأضاف "حددنا مسارا هنا. العالم التف حول اتفاق سيمنحنا صلاحية رسم طريق جديد لكوكبنا.. مسار ذكي ومسؤول.. مسار مستدام."
وقوبل الاتفاق بإشادة كبيرة كأول اتفاق عالمي للتغير المناخي يلزم دول العالم سواء الغنية أو الفقيرة بالسيطرة على الانبعاثات المسؤولة عن ارتفاع درجة حرارة الكوكب ويضع هدفا شاملا على المدى الطويل للقضاء على الانبعاثات الضارة التي يتسبب فيها البشر خلال هذا القرن.
كما يضع الاتفاق نظاما لضمان أن تفي الدول بجهود محلية للحد من الانبعاثات وتوفير مليارات الدولارات الإضافية لمساعدة لدول الفقيرة في التحول إلى اقتصاد صديق للبيئة.
وقال فابيوس الذي وصف الاتفاق بأنه "طموح ومتوازن" إنه سيمثل نقطة تحول تاريخية" في الجهود الدولية لمنع تبعات كارثية محتملة لارتفاع درجة حرارة الكوكب.
وقال ميجيل أرياس كانيتي مفوض المناخ بالاتحاد الأوروبي "اليوم نحتفل.. غدا علينا أن نعمل."
ولم يتغير الاتفاق النهائي بشكل جوهري عن المسودة التي تم الكشف عنها في وقت سابق اليوم وتشمل هدفا بالغ الطموح للحد من ارتفاع درجة الحرارة "لأقل بنسبة جيدة من درجتين مئويتين" عما كان عليه في قبل الحقبة الصناعية.
وفي السابق كان الهدف بشأن ارتفاع درجة حرارة الأرض هو درجتين مئويتين في 2010.
وقالت إيزابيلا تيكسيرا وزيرة البيئة البرازيلية "هذا نصر للإنسانية."
ولعل النجاح كان مضمونا قبل بدء القمة بعدما قدمت 187 دولة خططا محلية مفصلة للكيفية التي ستعمل بها على احتواء زيادة الانبعاثات الضارة وتعهدات مثلت الأساس في اتفاق باريس.
ومع إفساح المجال لكل بلد لمواصلة هذه الإجراءات على طريقته فإن الاتفاق وضع أخيرا رؤية مشتركة.
ويأمل مسؤولون إن يمثل الاتفاق بادرة قوية لسكان العالم وإشارة محتملة للمديرين التنفيذيين والمستثمرين بتوقع إنفاق تريليونات الدولارات لاستبدال الطاقة المعتمدة على حرق الفحم بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وقال هانز يواكيم شولنباور مدير معهد بوتسدام لأبحاث آثار المناخ "الأمر سيرجع لقطاع الأعمال والمستهلكين والمواطنين ولا سيما المستثمرين لاتمام هذا العمل."
لكن على النقيض من بروتوكول كيوتو وهو آخر اتفاق مناخي كبير أبرم عام 1997 لن تكون معاهدة باريس ملزمة قانونا وهو أمر من شبه المؤكد أن يقابل بالرفض في الكونجرس الأمريكي.
وفي الولايات المتحدة سيرى الكثير من الجمهوريين المعاهدة بوصفها محاولة خطيرة لتهديد الرخاء الاقتصادي من أجل مستقبل غير مضمون حتى لو كان أقل تلوثا.
وسيتعين على الدول الوصول لأفضل إنجاز ممكن في مسألة انبعاثات الغازات "بأسرع وقت ممكن" وتحقيق توازن بين مستويات انبعاثات الغازات التي يتسبب فيها الإنسان وبين امتصاصها بواسطة الغابات أو المحيطات "بحلول النصف الثاني من القرن الحالي."(رويترز)