عندما يروج البعض لتنظيم الاحتلال الاميركي في العراق ... يحتفى به، وعندما \"يردح\" البعض لأشكال المقاومة التي أسهمت إسهاما أساسيا في كبح الاندفاعة الامبرطورية الاميركية وإفشال مسعاها لتعميم احتلالاتها يحتفى به، وعندما تعترف إسرائيل بأنها \"هزمت \" في حربها ضد لبنان في العام 2006 عبر تقرير أنتجته لجنة تحقيق إسرائيلية يغضب بعض الذين ابتلينا بزمالتهم على السيد فينوغراد معتبرين انه ليس أكثر من عميل ل \"حزب الولي الفقيه\" لمجرد انه اقر بهزيمة جماعته، وعندما يمارس البعض خشيته من حدوث أي تغيير \"طفيف\" في آخر بلاد الله خشية على مشاعر متطرفي اليمين الجديد في ارض الأحلام أيضا يحتفى به.
لدينا في الأردن نمط عجيب من الكتابة المبنية على مواقف أكثر عجبا، لدينا فواتير على شكل مقالات، مندوبو إعلان يحتلوا - زورا - شرفة يطلون منها على المغلوبين على أمرهم، ولدينا عدد لا بأس به من المحامين المتخصصين في الدفاع عن الشيطان، ولدينا أطباء اختصاص ماهرين في الكشف عن جميع أنواع الإمراض السارية والمعدية لخصوم أميركا، ولدينا فقهاء في اللغة استطاعوا إنتاج قاموس متفرد من المفردات المنحوته على مقاسهم تبدأ ب\" كيفية الاختباء خلف الأصابع\" مرورا ب\" التبشير بإفلاس كل أشكال المقاومة\" وتهنئة \"مربع بطول السلامة\"، ولا تنتهي باستكشاف \" ارخص\" الأراضي في أعالي جبال زاغروس.
لدينا نمط عجيب من الكتابة تجعلك تستحي من وجه الله رب العالمين أولا ومن كل المحترمين في العالم ثانيا لمجرد انك تستظل وإياه سقفا واحدا ، والانكى أن مثل هذا النمط الرديء من الكتابة يحتفى به، ولا ينبغي له أن يغيب عن القارئ لا لشيء سوى لممارسة \"سم بدن\" خلق الله والتنكيل بهم وبذائقتهم والاستهزاء بمشاعرهم بلا أي ذنب اقترفوه.
لدينا تلفزيون وطني هزيل بائس متخلف لا يستحق أكثر من بلدوزرين أو ثلاثة لهدمه على رؤوس من أفسدوه، لدينا وزراء إعلام سابقون يستحقون التعزير بتهمة إفساد الذوق العام.. لدينا تجار عقارات على هيئة سياسيين يحتلون كل المساحات في إعلامنا \"الوطني\".. لدينا موظفون على هيئة صحافيين وهم بالمناسبة صغار \" في القدر\" طبعا لا يجيدون سوى كيل أسمى آيات العرفان لمسؤولين فاسدين مفسدين ووقحين في فسادهم... و... ليس للحديث أي صلة!!
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم، وقديما قيل : \"قليل الغضب يريح القلب\".
samizbedi@yahoo.com