facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




للحســين فـي الـقـلـب مكانـةٌ ومـقــامُ


محمـود الشـيبي
10-12-2015 04:05 PM

الملك حسين طيب الله ثراه ملك لا يُقارن، تمكن من تخليد ذكراه بالبذل والعطاء والتضحية ونكران الذات، من أجل الأردن والوطن العربي. فكان من الرجال العظماء الذين تجسدت فيهم آمـال أمتهم في الحرية والعدالة والكرامة. تسلّم الحكم وهو في مقتبل العمر، فكان أداؤه وإرادته بما يعجز عنه الوصف. تميز الملك حسين رحمه الله بالحكمة والعزم والحزم وبقوة الإرادة، بما جعله حالة نادرة بين حكام العالم. فمنذ تولى العرش والعدوان الإسرائيلي يضرب قـرى ومدن الضفة الغربية للأردن فيقتل ويدمِّـر، في وقـتٍ كان يسيطر فيه الضباط الإنجليز بقيادة كلوب باشا على الجيش العربي الأردني.
بعد أنْ اعتلى العرش عمل بسرية تامة للتخلص من الإنجليز وتعريب الجيش، مع من يثق بهم من الضباط الأردنيين في الجيش العربي . في العام 1956 وحرصاً منه على نجاح خطته، أرسل أحد ضباطه إلى الرئيس المصري جمال عبدالناصر، يستطلع رأيه في مدى استعداد مصر لمساندة الأردن عندما يقوم بتحرير الجيش من الأجنبي. أجابه عبدالناصر: "إنّه حرصاً منه على الأردن وسلامته، لا يؤيد المصادمة مع بريطانيا قبل جلاء قواتها عن قناة السويس". غير أنّ وطنية الحسين وطموحه طغيا على حسابات الربح والخسارة، فقام بتاريخ 1/3/1956 بتعريب الجيش العربي وطرد كلوب وبقية الضباط الإنجليز متجاوزاً كل المخاطر والعقبات، وهو لم يتجاوز الحادية والعشرين من العمر. ولعلّ هذه كانت أبرز محطات المعارك التي خاضها الملك حسين من أجل الأردن والوطن العربي، وكانت هذه المرحلة بمنزلة معجزة حقيقية، أدارها الحسين بكفاءة واقتدار. وبهذه المعجزة اعترف له كل من عبدالناصر، والقيادة السورية في زمن الرئيس شكري القوتلي. وعلى مدى حكمه واجه الحسين التحديات والصعاب، فروّضها وتجاوزها بذكائه وحكمته، وبإرادة فولاذية. وخرج الأردن بقيادة الحسين من كل العقبات معافى سليماً. ومضى الحسين في بناء الأردن في شتى المجالات بمعجزة أخرى، يصعب تكرارها، فقد كان مخططاً استراتيجياً قـلَّ نظيره. في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 ، شنّت اسرائيل هجومها على القوات المصرية في سيناء صباح يوم29 تشرين الأول، فـأُخـذ الأردن على حين غـرّة، وأُعلنت حالة الطواريء فوراً، وبعث الحسين برقية تأييد لعبدالناصر. وكان الحسين في حالة شديدة من الغضب من الصعب استيعابها . وعبّـر عن ذلك في بثٍ إذاعي بالقول:" خلال هذه الأوقات العصيبة، تشهد أمتنا هجوماً ظالماً على أرض مصر العزيزة، بقوات صهيونية غاشمة، ويهوديّة مستبدة، حليفة الشيطان، وعدوة السـلام". وتمثلت المرحلة الثانية من الحرب في هجوم أنجلو - فرنسي على مصر. واستشاط الملك حسين غضباً فبعث برقية دعم وتأييد ثانية لعبدالناصر، وأبلغه بأنه على استعداد لإعلان الحرب على اسرائيل . وقد قـدّر له الرئيس المصري موقفه، لكنه لم يوافقه على ذلك العرض، لأن عبدالناصر كان أصدر أوامره للجيش بالإنسحاب من سيناء. ولم يُـبَـرّد غضب الحسين إلاّ عندما رجاه عبدالناصر بعدم المخاطرة بالجيش الأردني في أجواء من الظروف المناوئة، وقال عبدالناصر إنّ الوضع العسكري ميؤوس منه، لكنه اعتقد بأنه قد يضمن انسحاب القوات الغازية بوسائل دبلوماسية.
تستحق سيرة الحسين أن يُـلقى الضوء عليها، لما تحمله من مآثر القائد الحكيم والبارع، الذي قاد البلاد إلى شاطيء الأمان، وسط عواصف السياسة العربية والدولية، وتمكن بفضل حكمته من خلق مناخ حيوي في بلد امكاناته ضئيلة على المستوى الاقتصادي.
إن أجيالنا الجديدة، وكثيراً من العاملين في الحقول السياسية والتنمية، يقتـصر اطلاعهم على سيرة الحسين بما عرفوه من خلال الإعلام، لا من خلال حقائق تُـفْـرد أمامهم، لتضيء مرحلة من تاريخ بلد صنعه ملك شجاع.
في هذا السياق رغبنا أنْ نُـقـدِّم سلسلة وثائقية، تُسجل أبرز مراحل حياة الحسين وتُلقي الضوء على سـيرته العطرة، مدعماً بشهادات معاصرين له، ووثائق تُظهر قيادته الحكيمة للبلاد، وتُؤكد على نهجـه العروبي الذي عهدناه، وللأسف فقد اصطدمنا بعدم الرغبة. وبـعـد البحث والتقصي وجدنا في الأردن تيّاراً مسؤولاً يسعى للتعتيـم على سيرة الحسين العظيم، وكأنهم يقولون لنا هذا عهد وذاك عهد. وما علموا أنّ النظام الملكي الأردني الهاشمي عهــدٌ واحـدٌ متصل الحلقات، كل ملك يكمل دور منْ سبقه ويُعزز انجازاته ، استمراراً لنهج الثورة العربية الكبرى. وهكذا سار الملك عبدالله الثاني بن الحسين على خطى آبائه وأجداده، وتمكن أنْ يجعل من الأردن واحة أمنٍ واستقرار، وأنْ يكون الأردن مثلاً يُـحتـذى بـه في الوطن العربي. إنّ سيرة الحسين العطرة وتاريخه المجيد تمكين للعرش الهاشمي المتين ، وهل تعيش شجرة دون جذور؟!. إنّ من يخوضون مخاض التفريق بين ملوك بني هاشم في الأردن، وكأنهم ينتـقـلون بنا من عهد أموي إلى عهد عباسي، يعبثون بأمن الأردن، ويسيؤون للوطن، فـإنْ هم تـنـكَّروا للحسين وتاريخه، من منطق المنافع والمضار الشخصية، فهذا شـأنهم، غيـر أنّ من يتنكَّـر للحسين يتنكر لعبدالله الثاني بن الحسين. أمّـا الأردنيون فـأبـرار أُبـاة ، لا يتنكرون للحسين ومجده، وكما لعبدالله الثاني بن الحسين في القلب مكانـة ومقـام ، فللحسين بن طلال في القلب مكانة ومقام مهما تـنـكّـر المنافـقـون والأشـرارُ.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :