وعد بلفور المشؤوم واتفاقية سايكس بيكو اللعينة
النائب الدكتور رائد الخلايلة
10-12-2015 12:56 PM
في 2 نوفمبر 1917 وعد بلفور زعماء الصهيونية بتعهد الحكومة البريطانيه بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.
وتم انعقاد اتفاقية سايكس بيكو بين بريطانيا وفرنسا في عام 1916 وبتفاهم مع روسيا القيصرية لاقتسام ممتلكات العجوز العثمانية وهذا ما فضحته الثورة البلشفية عام 1917 في الوقت الذي كانت فيه بريطانيا تغدق بالوعود للشريف حسين بن علي مفجر الثورة العربية ضد الظلم والاضطهاد التركي المرير الذي أضاع العرب في غياهب الجهل والخوف والضياع.
عانت الاجيال وما زلنا نعاني من نكبات هذين القرارين اللذين اتخذا في اسوأ مرحلة من مراحل التاريخ العربي حيث الجهالة مطبقة وفي الوقت الذي اتفقت فيه الامبراطوريتان فرنسا وبريطانيا على تفتيت الوطن العربي طائفيا وعرقيا وما يزيد الطين بلة اننا كشعوب تمسكنا بالحدود والاناشيد الوطنيه الجديدة والعملة الوطنية لكل بلد والاعلام المزخرفة وبدأنا بالاقتتال فيما بيننا كل متمسك بخطوط خطها المستعمر فتحولت بلاد الشام الى 4 دول هذا اردني وذاك فلسطيني فأهل الرمثا الاردنيه ابناء عمومه مع اهل درعا ولكن هيهات فهذا سوري اما الاخر فاردني.
تبعد نابلس عن السلط 27 كم بينما تبعد السلط عن معان 220 كم فكيف يكون هؤلاء الابعد ارنيين بينما اولئك الاقرب فلسطينيين؟. انما نحن من تمسك بالحدود حتى قلبت حياتنا حقدا وغلا لا مبرر له. نجد والحجاز او هكذا كانت تعرف على مدى التاريخ تحولت الى 6 دول متناحره.
كيف مرت هذه الذكرى الاليمة ذكرى وعد بلفور عربيا واسلاميا؟ كم من الاجيال الحاضرة يعلم عن هذه الاتفاقيات بعدما أعدمت الحكومات العربيه وبامر من الصهيونيه العالمية تاريخ العهر اليهودي. اتحدى باستفتاء داخل حرم الجامعة الاردنيه من يستطيع الاجابة؟
سألت هذا السؤال لكل خريجي الثانويه هذا العام ممن أعرف من ابناء العمومه والاقارب فكان الرد بالنفي وعدم الالمام بمثل هكذا اتفاقيات اضاعت فلسطين وشتت اوصال العرب.
لقد ضاعت ذكرى وعد بلفور وسايكس بيكو بين أصوات الانفجارات الدمويه ودوي القنابل والصواريخ والتقتيل الممنهج والمؤطر المبني على الطائفيه الحمقاء التي نشر بذورها وكالات الاستخبارات الصهيونيه وتمسكنا بها تمسكا أعمى يدل على غبائنا حيث صدق ابن رشد حين قال ان لتبيع فكرة ضاله عند شعب جاهل فما عليك الا ان تغلفها بغلاف الدين.
المضحك المبكي اننا نلهث للابقاء على سايكس بيكو خوفا من تقسيم جديد يفتت الامه لتتناثر كحبات السمسم المطحون.