ظل يتفرّج من وراء الأكتاف ليعرف ما يجري بالضبط ، ثم استطاع من بين «إبطين» ان يرى سيارة صغيرة سقط عجلها الأمامي في فوّهة «منهل» مفتوح.. ولم يستطع سائقها ولا الحضور إخراجها من الحفرة..
محاولات الدفع إلى الخلف والى الأمام باءت بالفشل فالحفرة كانت أكثر اتساعاً من محيط العجل والسقوط كان عميقاً...»هو زيحوا غاد»..كان يكرر هذه العبارة أبو يحيى كلما لف حول المتجمهرين وصاحب السيارة ، وكان يلاقى عادة بعبارة: «طول بالك يا حجي»...ثم يحاول ان يدفع أصحاب الحلول بيديه منادياً من جديد «هو زيحوا غاد»..بينما أصحاب وأقارب «السائق» المتورّط يقولون له: «خلينا نعرف نشتغل يا حجي»...لكن الحجي بقي يلف ويدور ويدّعى ان خروجها من المأزق سهل جداً «بس لو يزيحوا غاد» انا بعرف أطلعها .. نفد صبر أحد الواقفين ودعاه للتفضل بإخراجها...جاء مستعجلاً فزحلق بزيت «الماتور» المسكوب قبل ان يصلها بخطوتين ..وها هو يعاني الآن من «كسر بالحوض» وشعر «بالكتف» بينما تم رفع السيارة بعد خمس دقائق من سقوط الحجي بواسطة «بكم ديانا» ...
***
غالباً ما أتابع صفحات الوزراء وأصحاب الدولة السابقين واللاحقين على الفيسبوك ، لأرى ما يكتبون عن قرارات الحكومة الحالية ..ينتقدون ،ويتأففون ، ويدّعون الحلول ، مع أنهم في يوم ما كانوا جزءاً من المشكلة ، ووجودهم كان سبباً في انسداد شرايين الإصلاح السياسي والاقتصادي فكيف يقنعوننا اليوم أنهم يملكون كل الحل؟..حتى لو دارت الأيام وعادوا إلينا بنفس المراكز أو بمراكز مختلفة فإنهم سيمارسون نفس (...) الذي تمارسه الحكومة الحالية ، فلا فرق بينهم سوى بالأسماء ..وخير دليل على ذلك رئيس الحكومة الحالي حيث كان من المعارضين قبل سنوات ، ..وغداً عندما تتغير الحكومة ربما نراه من جديد وينتقد ويدّعي الحلول...آآخ لقد تقلّب على الشعب الأردني «وجوه» أكثر من موظف جوازات!! وكلها تحلف ان تخدم الأمة وتحافظ على الدستور فلا تخدم الا «اللمة» ولا تحافظ الا على «المستور»..
خلاصة التجارب: المسؤول الأردني مثل الشلن...يحترف «صورة» السلطة وهو في المسؤولية..أو يمارس النقد و «الكتابة» وهو خارجها..وعندما تلفّه يد التغيير إلى أعلى ويطيره بالهواء يقلب ألف قلبه بين «صورة» او «كتابة»..ثم يستقرّ على كفّ الوقت..»صورة» للحكومة»...أو «كتابة ضدها»...
باختصار زمن «اخو شلن»!.
الرأي