فهلوة التبرير في رفع التسعير
09-12-2015 10:55 PM
عمون - المحرر الاقتصادي- لو سألت حلاقاً أو صاحب ملحمة أو حتى طالباً في المرحلة الاساسية كيف له أن يحل مشكلة نقص ايراداته لاجابوا جميعهم بدون تردد أن رفع الاسعار هو الحل، فاجراء مثل هذا يتقنه أقل الناس علماً وخبرة.
ورغم أن موضوع رفع الأسعار المتكرر لا علاقة له بالأردن وقطعاً لا علاقة له بالحكومة الأردنية، لكن له علاقة بدولة أجنبية لا تربطها بالاردن حتى علاقات دبلوماسية، الأمر الذي أثار حفيظتي.
أفـهـم بأن تُـحمِّـل حكومةُ تلك الدولة الأجنبية مواطنَها جزءً بسيطاً من عجز الموازنة، لكنني لا أفهم أن تلجأ تلك الحكومة كليةً و دون تردد أو أدنى شعور بالذنب لجيب مواطنها دائماً.
قطعاً لم يختلف تفكير الفريق الاقتصادي في تلك الحكومة هذه السنة عنه قبل سنتين أو ثلاثة، و ما زالت "الحيطة المائلة" عند تلك الحكومة هي جيب المواطن وما زالت الحلقة الاضعف أو "الخلقة الأضعف" هي المواطن.
أما إذا ما استعرضنا مؤهلات الفريق الاقتصادي لتلك الحكومة الاجنبية لوجدنا أنهم خريجو جامعات غربية محترمة جداً، فهل عجزت علوم تلك الجامعات عن التعامل مع حالات نقص الايرادات وسد عجز الموازنات إلا برفع الأسعار، أفلا تتقن تلك الجامعات إلا تدريس رفع الاسعار.
بمعنى أن الخطط الدراسية لتلك الجامعات تضم مساقاً يُسمى "مبادئ أساسية في رفع الأسعار" و هنالك مساق آخر اسمه " مبادئ متقدمة في رفع الأسعار" وهنالك مساق ثالث يسمى "فنون رفع الاسعار" و ربما هنالك مساق على مستوى الدكتوراه يسمى "فهلوة التبرير في رفع التسعير". ويبدو أن تلك الجامعات و التي تحتل مواقع متقدمة في تصنيف الجامعات تـُخرِّج متخصصين وخبراء ليديروا اقتصاديات العالم بعلم يتقنه الحلاق وصاحب الملحمة و(الخضرجي) ومرة أخرى طالب المرحلة الأساسية.
أين هي الحلول الخلاقة والمبدعة التي تستطيع إدارة الاقتصاد بشكل يخفف العجز ويزيد الايراد ويتفادى المشاكل المالية والاقتصادية بحد أدنى من الضرر ويبتعد ما أمكن عن اقتصاد الجباية ورفع الرسوم والضرائب ويكون صادقاً وشفافاً في وصف الحالة ومعالجتها و لا تتعامل مع الاقتصاد كطريقة تعاملها مع ملف التعداد السكاني في تلك الدولة التي وصل فيها حد الفهلوة أن تخفي تلك الحكومة الأجنبية وتنكر على الجميع أن هنالك عطلة رسمية بمناسبة التعداد العام حتى ليلة ذلك التعداد.
ثقافة الفهلوة و التذاكي يجب ان لا يكون لها موقع في سياسات العمل العام لتلك الدولة، فالمواطن فيها أذكى من ذلك بكثير. و يبدو أن مصيبة تلك الدولة في اقتصاديـيـها هي أكبر من مصيبتها في اقتصادها ذاته.
الحمد لله الذي حبانا بحكومة ابعد ما تكون عن تلك الحكومة الظالم فريقها الاقتصادي.