الخطير المسكوت عنه في مكافحة الارهاب
محمد الداودية
09-12-2015 01:30 PM
مريب وغريب وعجيب، ان الدول الكبرى التي تعرف قيمة طاقة التنوير والفكر والثقافة ودورها الحاسم، لا ترصد المخصصات، اية مخصصات، لمكافحة فكر الغلو والتعصب والتكفير والارهاب على الجبهة الثقافية.
المسكوت عنه هو عدم المكافحة على الجبهة الثقافية، فهزيمة الارهاب عسكريا هي كسب معركة تعيقه وتجتثه من منطقة جغرافية ما، لكنه يظل في الحافظة الفكرية ويكمن الى حين الفرصة المناسبة.
هزيمة الارهاب ثقافيا هي التي تكسب الحرب وتلحق به الهزيمة التي تستأصله وتقص جذوره في تربته.
عشرات مليارات الدولارات والفرنكات والريالات والماركات تنفق على الحرب الكونية المحتدمة لمكافحة الارهاب.
بوارج وأساطيل وحاملات طائرات وأسراب طائرات حديثة وغواصات وصواريخ مجنحة وأخرى جو-جو وارض-ارض وإقمار صناعية وآلاف الكوادر الفنية العسكرية المحترفة كطيارين وخبراء إشارة ورصد وتتبع اتصالات وتحليل بيانات واستخبارات وجواسيس، ومؤتمرات وتسليح فصائل متطرفة وارهابية من كل الجنسيات، ورشى لامراء الحرب ولزعماء الدم السياسيين والعسكريين السوريين ورشى للصحافة التي تديم نهج الموت والوحشية ولبارونات الاعلام الفضائي التي يسهم يوميا في تغذية الحرب والقتل والدمار.
الثورة الفرنسية من أجل الحرية والإخاء والمساواة، مهد لها فلاسفة التنوير الفرنسيون امثال جان جاك روسو، الذي اعتبر كتابه العقد الاجتماعي "إنجيل الثورة" ومونتسكيو وديدرو وفولتير الذين احتاجوا قرنا كاملا لهزيمة قوة التنوير الديني الاصولي بقوة التنوير الثقافي المدني العلماني، على قاعدة أن التحرر من النزعة التراثية الانغلاقية يكون من خلال التشبع باللاهوت والاختناق به، كشرط للتخلص منه، كما يقول الكاتب هاشم صالح.
اليس تنظيم داعش هو ابن ألافكار الموجودة في كتاب صغير هو "إدارة التوحش" لأبي بكر الناجي؟
هزيمة الارهاب تتم بمبيد ثقافي يهزم بداية، وحشية ابي بكر الناجي وزمرة من الدعاة الصحراويين الدمويين الذين تعربشوا على التنزيل الحكيم فقرروا التأويل حسب ادراكهم وتكوينهم الثقافي الضحل ومعارفهم المشوهة المستمدة من نجاحهم في إغلاق باب الاجتهاد وتعطيل العقل الذي صنع حضارة عظيمة أثرت الإنسانية وما تزال.