الهاتف الذكي عين ثالثة ترقبك!حلمي الأسمر
09-12-2015 02:09 AM
استضفت قبل يومين على قناة الحقيقة الدولية، خبير أمن المعلومات والجرائم الإلكترونية والإعلام الجديد الأستاذ رائد سمور، وهالني حجم المعلومات ومدى خطورتها، التي تتعلق بالتحديد بالهاتف الذكي، ومدى ما يفعله في حياتنا، دون أن ننتبه إلى كونه نقمة كبرى، قبل أن يكون نعمة! أول ما فاجأني به رائد أنه من الممنوع أن «ينام» الهاتف قرب رأسي، بحجة أنه ينبهني للاستيقاذ، في الوقت الذي أريد، أو أنه يبقيني على تواصل مع الأهل والمعارف، وجود هذا الهاتف في غرفة النوم كارثة إلكترونية، ليس بسبب كونه «مفاعلا نوويا» صغيرا فقط، بسبب ما يصدره من إشعاعات، بل لأنه يمكنه أن يكون العين الثالثة التي ترقبك، وأهل بيتك، حيث بوسع طرف ثالث أن يدخل عليه، ويشغّل كاميرته، وينقل كل ما يجري في غرفة نومك، لا تستغرب، هذه هي الحقيقة من رجل خبير، والحل؟ ناموا بعيدا عن هواتفكم، ألقوا بها في مكان ناء، وليس مهما أن تكون مغلقة أم لا، فهي «شغّالة» حتى لو رميت بالبطارية بعيدا! ثاني ما أثار اهتمامي، أن الهاتف الذكي لا يُباع بعد استعماله أبدا، لأن ثمة برامج تستدعي كل المعلومات التي دخلت عليه منذ ساعة استخدامه بعد خروجه من المصنع، ولا ينفع هنا «فرمتته» أو إعادته لحالة «ضبط المصنع» فثمة متسع في الهاتف لتخزين كم هائل من المعلومات، عبر عملية فنية معقدة، تجعله يحتفظ بالصور والأفلام والمعلومات الأخرى بشكل مضغوط، والأمر ينطبق على «الهارد دسك» الخاص بجهاز الكمبيوتر مهما كان نوعه، ولهذا نلاحظ أن الأجهزة المستعملة التي نستوردها من الخارج تخلو من الهارد دسك، أو أنه متلف بشكل كامل! ثالث التنبيهات التي أضاءت اللمبة الحمراء، سياسة بيع حزم الإنترنت للهواتف الذكية، لكل من يطلبها، بغض النظر عن سنه، وهي سلعة في غاية الخطورة، ويجب أن لا تُباع إلا للراشدين فقط، شأنها شأن السجائر، وأي سلعة أخرى مشابهة، لأن استخدام هذه الحزم للدخول إلى شبكة الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي دون رقابة، ومن قبل أطفال دون سن الرشد، يعرضهم لمخاطر بلا حدود، خاصة وأن ثمة عصابات وأفرادا يتربصون بهم لإيقاعهم في شبكات الابتزاز والتحرش والشذوذ، وما لا يُحصى من كوارث بعضها معروف وبعضها غير معروف، مطلوب هنا من قادة الرأي العام وفعاليات المجتمع كتابا وصحفيين ونوابا، وكل من له رأي مسموع، أن يتحرك لوضع تشريع يحظر بيع حزم النت إلا للراشدين! أما أخطر ما قاله لي رائد، وكله خطير ومرير، فهو قدرة العدو الصهيوني على مسح أي هاتف ذكي وسحب المعلومات منه، من كل من يمر قرب دورية، وهنا، تنتفي الحاجة للثام وإخفاء الوجه، لدى شباب الانتفاضة، ما دام العدو يستخدم تقنية جديدة جدا، قادرة على الدخول لأي هاتف ذكي، ضمن مدى معين، وسحب كل معلوماته، وربما تشغيله أيضا، ما يقتضي من كل من يريد أن يبقى في منأى عن خطر الاصطياد، ألاّ يحمل هاتفا ذكيا، وحمل هاتف بدائي إن كان ولا بد، من تلك الهواتف «الغبية» ولكنها آمنة! ولعل لنا عودة لهذا الموضوع الخطير! |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة