حين تم إختراع اللحم المعلب , كانت الغاية منه أن يستطيع الكل تناوله ..وأن يقدم بسعر رخيص , ولكن حين تأكل اللحم المعلب ...قد تشبع , ولكنه يختلف عن اللحم المطبوخ , عن طنجرة المنزل ..ومقلوبة (أم العيال) ...
وحين تم إختراع السكرين ,كان بديلا عن ملعقة السكر , لأجل أن يستمتع مرضى السكري بالطعم ...ولكي لا يتأثروا , منه ..ولكن طقطقات ملعقة السكر في الكأس وشكلها وطعمها ..أجمل بكثير من حبة بيضاء صغيرة , لا تعطي مذاق السكر الحقيقي ..هي مجرد بديل يذكرك بالمرض ...
حتى البندورة المعلبة , هي مجرد تعبيرعن حاجة الإنسان لحفظها أطول وقت من الزمن ..لكنك لا تستطيع (فغمها) , ولا تستطيع (تغميسها) ..هي لا تغني أبدا عن البندورة الطبيعية .
العقل حاول أن يطور في الأشياء , عبر خلق بديل يدوم مدة أطول ولكنه لم يفلح ..في تقليد الطعم أو الشكل الطبيعي , وأنتج أيضا نكهات التفاح ..والبرتقال من المواد الكيماوية ..وقدمها للفقراء بسعر زهيد , ولكن يبقى طعم التفاح الحقيقي أشهى بكثير ..ويبقى عصير البرتقال الطبيعي اشهى أيضا .
قبل أيام طلبت من صديقي المصاب بالسكري أن يضع لي حبة سكرين في كأس الشاي الخاص بي , جاملته :- وقلت له أنه ...يشبه طعم السكر العادي ..فقال من الممكن ذلك ولكنه يذكرني كل يوم وكل ساعة بمرضي , فحين أنسى السكري وأحاول شرب الشاي أتذكر أني مصاب به ...
الأيام صارت مثل , الطعام المعلب مثل السكرين , مثل البندورة حين يتحول إلى (صلصة) ويحفظ في العلب ...
الراي