ضلع مكسور .. معلم وليس امرأةد.مهند مبيضين
08-12-2015 02:22 AM
تتوالى قصص الاعتداءات على المعلمين، هيبة تسقط، غياب للوعي، تراجع في القيمة، ومجتمع يعتاد الشجب، ونقابة لم تستعد وجه التعليم ووزارة لا تأبه بغير أنها تدعو للمحاسبة، وانزال العقاب على المعتدين، وآخر اعتداء تسبب في كسر ضلع معلم على خلفية مشاجرة في مباراة كرة قدم. آخر القلاع هي المدارس والمعلمين، قلاع تتهاوى، تتجه نحو الهلاك، وجوه المعلمين مخسوفة من قلة الاحترام، فهي تتعرض للضرب والظلم والفوضى وزوال القيمة، كل ذلك جرى ضمن سياق ممنهج لتدمير مؤسسة التربية والتعليم وتكسير هيبتها، بدءاً من فرق تأليف المناهج التي ضمت شخصيات لا يمكن تصور وجودها في فرق الـتأليف، ووصولاً إلى مواقع الإدارة المدرسية في الميدان. فقر في الاحترام في زمن الإصلاح والتحديث، في حين كان الاحترام في زمن الفقر وغياب مقولات التطوير والإصلاح أفضل، والسؤال لماذا سقطت هيبة المعلم؟ هل هي نتيجة لغياب القانون؟ أم أنها نتيجة لمسيرة متوالية من ضعف المؤسسات وتراجع القيم وانسحاب المؤثرين وغياب العدالة؟ هي في جميع تلك الأسئلة ونتيجة لها، وهي مشكلة شاخصة عنوانها أن الدولة اهتمت وانفقت الكثير وجعلت المعلم يواجه العجز وقلة الحيلة وتدني الدخل. فصار المعلم من مؤدب وقائد إلى سائق باص وصاحب صاج فلافل او متعهد بسطة مع كرامة تلك الأعمال وتقديرنا لها حين ينهض بها أهلها. اليوم تحذر التقارير وتزداد حالات العنف ضد المعلمين وتبدأ الدولة بالبحث عن الجواب في تعديل قانون العقوبات لتغليض العقوبات على المعتدين، لكن ما الفائدة من تعديل القانون والمعلم يشعر أنه في حاجة وعوز وضعف وتراجع في الاحترام. أمس كسر ضلع معلم وقبل أشهر روعت مدير مدرسة بقنابل من الزجاج المشتعل رميت بدارها، وماذا بقي؟ هل ننتظر أن يكسر ولي أمر طالب أو طالبة رقبة معلم حتى نصحو ؟ أيها الناس: المجتع قبل الحكومة، الأهالي قبل الطلبة، انتبهوا لما يحدث وقرروا أين يُمكن أن نذهب بلا معلمين في مهابة العلم. أين نمضي بدون جلال المدرسة والمدرس؟ بالـتأكيد نحو مزيد من التراجع؟ |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة