هل تريدون ان يعودوا للشارع مرة اخرى .. ؟!حسين الرواشدة
07-12-2015 02:38 AM
كنا نظن اننا انتهينا من قصة النزول للشارع والاحتكام اليه ، لكن مع قرارات رفع الاسعار والرسوم الاخيرة واحساس الناس بالخيبة ،استنفرت قطاعات كثيرة في بلدنا للاحتجاج من جديد ، ومع ان خروج صوت الناس افضل بكثير من صمتهم ، الا اننا للاسف نكتشف كل يوم باننا امام اخطاء متكررة لحكومات “باعت” الناس كلاما وتركتهم بانتظار وعود ظلت معلقة في المجهول، وبأننا امام “مطالب” حياتية قاهرة تدفع الناس الى الخروج للشارع والى الانتقام من المجتمع ايضا، وهو مشهد يذكرنا بأننا ما زلنا في دائرة “الازمة” وبأن كل ما سمعناه من الحكومات المتعاقبة كان مجرد “وعود” معسولة لم يتحقق منها اي شيء. لا اشعر بالقلق حين يخرج الناس للاحتجاج بأية صورة، وحتى لو تجاوزوا على القانون، ولكنني اخشى ان يدرك هؤلاء ان الحرية التي اتاحت لهم التعبير عن غضبهم ليست اكثر من حرية “صراخ” لا جدوى منه، وعندها علينا ان نتوقع ما هو اخطر من الاعتصام ومن الاحتجاج وما هو ابعد من “المطالبة” ودب الصوت، ذلك لانه اذا تولدت لدى الناس قناعة بانه “لا جدوى” من الاحتجاج ولا جدوى من الكتابة والتعبير ولا جدوى من المطالبة بالاصلاح... فان البديل عندها سيكون هو “التطرف “ بما قد يفضي اليه من “انفجارات” اجتماعية قد تأخذ مجتمعنا الى المجهول، فهل يريد احدنا ان نصل الى ذلك؟ من أوصلنا الى هذا الطريق المسدود؟ ومن يتحمل مسؤولية هذه الاشتباكات التي اشغلتنا عن سؤال “المصير” ووضعتنا في سياقات المجهول؟ ادرك تماماً اننا نهرب من الاجابة او أننا نتحايل عليها، وادرك ايضاً ان كثيرين منا باتوا يشعرون بالخطر القادم، لكن – للأسف – ما زلنا نسير نحو “عناوين” مغشوشة، وصراعات لا جدوى لها، ودعوات تؤزم المشهد وتفجره بدل ان تفككه بالحلول والمعالجات المناسبة. ان ما وصل اليه مجتمعنا لم يكن مفاجئا الا للذين ما زالوا مصرين على انكار الحقيقة، فحين تغيب “السياسة” تحضر الفوضى، وحين تنحدر قيم المجتمع بفعل ما طرأ من ضغوطات وافساد للمجال العام، يتحول الناس الى مجموعات متناحرة تحركهم نوازع الانتقام من انفسهم ومن الآخرين، وحين تسد ابواب الحوار ويتلاشى الامل ويهيمن منطق “الاستهانة” والاستعلاء ويختلط “اللامشروع” بالمشروع ، يفرز المجتمع اسوأ ما فيه، ويعبّر كل مواطن عما بداخله بطريقته الخاصة، ويحاول ان ينتزع حقوقه بيديه، تماما كما يحصل في العصور التي ضلت فيها المجتمعات عن ولادة فكرة الدولة والقانون واخلاقيات العيش المشترك وقيم العدالة والحرية التي تجعل الجميع يشعرون بالامن والاستقرار “والرضا” والقناعة. قلت ان الاحساس بالخيبة وافتقاد الامل سيقودنا الى الطريق “الوعر” واضيف بان ما يحدث في بلادنا من “فوضى” ومن ارتباك ومن تصاعد في “نبرة” اليأس والخوف، ومن ضغط على اعصاب الناس وارزاقهم ومستقبل ابنائهم وحقهم الطبيعي في العيش بكرامة ،ومن سوء في تقدير الموقف ومن مماطلة في تنفيذ “خرائط الطريق” التي سمعنا عنها ولم نرها، يجعلنا نضع ايدينا على قلوبنا .. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة