ايدولوجية الارض في فكر وصفي التل
06-12-2015 02:15 PM
احييت الجامعة الاردنية في مكتبتها ذكرى الشهيد وصفي التل، ونظم مديرها الدينمو د. مهند مبيضين معرضاً للأرشيف الصحفي والمصور عن الراحل الكبير، ثم اتبع ذلك بمائدة مستديرة حاضر فيها السيد منيب المصري وزير الاشغال في آخر حكومة لوصفي قبل استشهاده تحدث فيها عن بعض مناقبه، وتبع ذلك حوار وملاحظات من الحضور من محبي وصفي الذين عرفوه عن قرب أو بحثوا ودرسوا هذه الشخصية من خلال الادب الغزير الذي صدر عن مراكز أبحاث ودارسين طرقوا جوانب متعددة من أيديولوجيا وصفي في السياسة الوطنية والقومية.
ولئن رحل وصفي شهيداً بسبب مشروعه السياسي القومي وخاصه كفاحه لأجل القضية الفلسطينية، والذي شوهته الأراجيف والدعاية الغوغائية فإن تراث وصفي السياسي يضعه في صدارة السياسيين الذين جمعوا بين الفكر والممارسة في الكفاح لأجل الاردن وفلسطين والامه العربية .
ما يشدني اكثر من جدلية الموضوع السياسي في حياة وشخصية وصفي، هو الفقه والمعرفة التي يتحدث فيها ويمارسها في حب الارض والتعلق بها فلم نعرف من قبل وصفي و لا من بعده سياسياً بقامه وصفي يملك خبره والماماً بالأرض يتحدث فيها عن انواع التربة والعناية بالأرض وكيفية استغلالها وانواع المحاصيل التي تفلح في كل منطقة من شرق الاردن وغربه، وتعلقه بالشجر والغابات (الحراش) حيث يأتي في احاديثه المتكررة على ذكر البلان والرتم والزعرور والشيح والسدر والسنديان والقيصوم والخروب والبلوط وغيرها من شجر الاردن الذي لا يعرف عنه الا المختصون.
ويطرح منظوره في ان الارض لمن يستغلها ويحافظ عليها من الانجراف، ومن لا يقوم بذلك فهو لا يستحقها بل ويرفض تفتيت الملكية لان ذلك يعتبر عملية استغلال لها ويفضل الملكيات الكبيرة التي لا تقل عن 200 دونم.
الشهيد وصفي الذي ابكى الأردنيين برحيله المبكر وهو في ذروة العطاء والانجاز خلّد في سجل الوطن. مدرسة متعددة المناحي تصدرت أسمى قيمها حبه للأرض وللأردن وللعروبة ولفلسطين وسوريا الكبرى وللهاشمين، حيث أحبه الراحل الملك الثاني الحسين ووسده رئاسة الحكومة عدة مرات في بحر عقد ونيف من الزمن، حقق فيها الكثير من المنجزات والمعالم الباسقة في أيامنا هذه بينها الجامعة الاردنية ذاتها.
كل الامل والثقة بان الجامعة الاردنية وكما أعلن رئيسها خليف الطراونة في الجلسة أن تعكف على تنفيذ المشروعات التي تبحث في حياة وصفي التل في أبعادها الوطنية والعربية خصوصاً الجوانب غير المعروفة عبر الاطلاع والتنقيب في ارثه وأوراقه وكتاباته والتي كان المرحوم شقيقه مريود التل يحتفظ بجانب منها.
طوبى لروحك وجعل الله سكناك في عليين يا أبا مصطفى .