أيها التكفيريون .. المرأة مقياس كرامةبلال حسن التل
06-12-2015 02:27 AM
قلنا في المقال السابق أن غياب ثقافة التُبين عندنا، جعلنا نستسلم للكثير من المقولات الخاطئة، ومن ثم نصدر على أساسها أحكاما خاطئة، وضربنا على ذلك مثالا هو الزعم بأن العرب والمسلمين ينظرون إلى المرأة نظرة دونية، وهي نظرة يتبناها التكفيريون في ممارساتهم مع المرأة في المناطق الخاضعة لسيطرتهم, بزعم ان هذه الممارسات من الاسلام وهو زعم يجافي الحقيقة، حيث تؤكد الوقائع والنصوص خلاف ذلك، وقلنا أن العرب والمسلمين جعلوا كرامة المرأة مقياساً من مقاييس كرامة الأمة كلها، وهو معنى نحب أن نؤكده ونسعى لتجدده في حياتنا المعاصرة، من خلال الاستناد إلى تجربتنا الحضارية في جوانبها المشرقة، ذلك أنه لكل أمة فترات انحطاط حضاري لا بد من معالجتها والخلاص منها، مثلما أن لكل أمة فترات ازدهار حضاري لا بد من تجديدها والبناء عليها، وهو ما نسعى إليه من خلال التذكير بالكثير من الوقائع التاريخية التي تفند كذب مقولة دونية نظرة العرب والمسلمين إلى المراة، واقتصار دورها على خدمة منزلها كنموذج للمقولات الخاطئة التي تستخدم للنيل من أمتنا وحضارتنا ووسمها بوسم التخلف، ففي أرض العرب ظهرت كوكبة من أعظم ملكات التاريخ، ففي اليمن وطن العرب الأصلي كانت بلقيس، التي تحدث القرآن عن عظمة حكمها وحكِمتها، وفي الشام ظهرت الزباء ملكة تدمر العربية التي قارعت روما، وفي مكة كانت هند بنت عتبة، هي المحرك الحقيقي للأفعال والمواقف التي كانت تقوم بها قريش ضد رسول الله ودولته الناشئة في يثرب، وإن كان الزعيم المعلن لمكة يومذاك هو أبو سفيان، وفي مكة أيضا لعبت أم لهب «أروى بنت حرب بن أمية» أخت أبي سفيان بن حرب دوراً مركزيا في جهود منع التحول والتغير الذي كان يجري على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى لقد نزل قرآنا في ذكر دور أم لهب بقوله تعالى «تبت يدا أبي لهب وتب...إلى قوله تعالى «وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد» وهند وأم لهب نموذجان لدور المرأة ومكانتها في حياة العرب، وهما وإن قدمتا نموذجين سلبيين، ففي تاريخ العرب الكثير الكثير من النماذج الإيجابية لدور المرأة في حياة مجتمعها، ففي تارخ العرب ما قبل الإسلام الكثير من الشاعرات اللواتي خلد التاريخ شعرهن، بكل ما يعنيه الشعر للعرب، والمكانة التي كان يحتلها الشعراء في مجتمعهم، وهي مكانة لم تقتصر على الشعراء الرجال ففي ديوان العرب الكثير من الشاعرات العظيمات اللواتي تدل مكانتهن في قبائلهن على المكانة السامية للمرأة في المجتمع العربي، على خلاف ما يشاع دون تمحيص وتدقيق.
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة