كتب النائب عدنان العجارمة
منذ يومين وأنا أعيش لحظات لم يسبق لي أن عشت مثلها منذ أن وصلت لمجلس النواب، الغضب يجتاح الجميع.
يجتاح أبناء دائرتي والذين إلتقيت بهم في صلاة الجمعه هذا اليوم في مسجد ناعور الكبير وفي مناسبات عديده بين عزاء وجاهات وأفراح في اليومين الآخيرين أي منذ أن إتخذت حكومة النسور قراراتها برفع أسعار إسطوانات الغاز في الوقت الذي خفضتت فيه أسعار المشتقات الأخرى؟؟!!
وبعد قرارها برفع أسعار ترخيص المركبات وهو بالتأكيد قرار غير غير مفهوم للأغلبية العظمى من أبناء الوطن، الغضب يجتاح المصلين الذي التقيت، الغضب يجتاح المتصلين بي من جميع أنحاء الوطن والسؤال واجد: وبعدين مع هذه الحكومه؟ وأنتم شو دوركم؟
لكن الذي الغضب الذي لم أكن متوقعاً له بهذه الدرجه هو غضب زملائي النواب، غضب لم الاحظه ولم أشعر به قبل هذه المره، والجدية واضحه جداً في منواهم لهذه المرة.
ما أوصلنا لما نحن به هو الصلف الحكومي الذي ليس له مثيل والتمادي على الجميع بطريقةٍ إستعلائيه ندر مثيلاتها.
قبل 3 سنوات وعندما وصلت هذه الحكومه إلى سدة السلطة التنفيذية كان على رأس برامجها اللإصلاح الإقتصادي والمالي أن الحكومه وبعد فترةٍ معينه لن تلجأ لجيوب مواطنيها، فلو كانت إجراءات الحكومه صحيحه لما كانت هناك حاجة لهذه الإجرائات وما قامت به الحكومه فإن دل على شيء فإنما يدل على الفشل الذريع لهذه الحكومه وأمام فشل من هذا الحجم فما على الحكومه إلا الرحيل بعد أن أخذت فرصتها الطويله والمستوى لما وصل له الدين العام لهو أكبر دليل على فشلها، الدهلزة والكذب على الجميع لم يعد مجدياً.
أمام نتائج من هذا النوع على كل منا تحمل مسؤوليته، فشل الحكومه أمام أعين الجميع والنواب لا يستطيعون أبداً وامام هذا الضغط الشعبي عدم تحملهم مسؤوليتهم وخاصةً إذا ما علمنا بموجة رفع الأسعار الأخرى والتي ستنطلق مع بداية السنة الجديده فبالإضافه إلى موجات الرفع السابقه والتي لمست كل إحتياجات المواطنين الأساسيه والرفع الآخير للغاز ولترخيص المركبات وافقت الحكومه على رفع أسعار المواصلات والنقل والمياه مع بداية السنه الجديده، ماذا بعد كل ذلك؟ وعلى ماذا تركن هذه الحكومه؟ على الزيادات في الرواتب التي قدمتها للمواطنين أم على تحسين وضع الناس الإقتصادي و المعيشي، كل ذلك لم تفعله الحكومه وهذا يدل على مدى صلفها وإستهتارها بمجلس النواب وهي تتخذ جميع قراراتها دون أن تحسب أي حساب لأي كان.
في ظل هذا الوضع المؤلم والمحزن نجد أنفسنا نواب هذه الأمه على مفترق طرق فإما الكرامه وإما النهايه.
أحذر هذه الحكومه بأن الوضع ليس كما تعتقد بأنها تستطيع القيام بما تريد دون الإلتفات للآخرين إما التراجع عن قراراتها وإما الصدام السياسي والذي لن يكون في مصلحة أحد.
لم أعطي هذه الحكومه الثقه في أي فرصة ولم أوافق على أي من موازناتها لأنني لم أقتنع أبداً ببرامجها وثبت مع الوقت أنني كنت على حق وكان واضحاً منذ اليوم الأول أنها حكومة جبايه، أيضاً في هذه الفرصه سأبذل كل ما أستطيع من جهد لإيقاف الحكومه عند حدها.
والله ولي التوفيق