نشر جلالة الملك مقالين في صحيفتين اوروبيتين خلال اسبوعين، يفسّر فيهما موقفه من قضايا الارهاب، بداية من «الحرب العالمية الثالثة» التي تنتشر من العراق وسوريا ومصر وليبيا واليمن الى تونس ومالي ونيجريا والصومال في مواجهة عالم آخر يشمل أُمما شتى باديان مختلفة، واعراق مختلفة، وحضارات مختلفة.
وعبدالله الثاني، في تفسيره العميق للاحداث لا يعتقد ان هذا النمط الارهابي من الاسلام يخلي مسؤولية المسلمين في مواجهته، وقد ردَّ منذ سنوات حين كان الفكر الخبيث، حتى عندنا في الاردن، يعيد أن هذه الحرب على الارهاب ليست حربنا، وخاصة حين استشهد معاذ الكساسبة، فأكد جلالته بالكثير من الغضب بان: هذه الحرب حربنا، وهي عندنا مقدسة لاسترداد ديننا من الاختطاف، ولان هؤلاء الخوارج حاربهم علي بن ابي طالب الخليفة الرابع، بلا هوادة لانه، رضي الله عنه، وجد فيهم اكبر مؤامرة تستهدف الدولة ودينها ومعتقدها، وهي لا تقل عن حرب الردة، لان الخوارج خرجوا عن الدين والملّة.
يقول جلالة الملك في مقاليه في فيينا ولندن، انها حرب ثالثة تفرض على المسلمين، اولاً، خوضها بلا هوادة للهوية التي يلوّح بها الارهابيون، ولان الارهاب تجاوز الحدود، فهو في الموصل كما في باريس، ومدريد وتونس، وهو ليس حركة تتعامل معها القوى الكبرى بادوات الحرب الباردة، او بالحذر القاتل، الذي يفل يد الذين يعانون في سوريا والعراق بشكل خاص.
إن حسابات روسيا واميركا واوروبا والعرب، لا يحكمها التصدي المباشر للارهاب، فهناك حسابات مختلفة تقدّم، مهما كانت الاسباب، فرصاً هائلة لقوى الارهاب، التي تتصف بالذكاء، والمكر، والشجاعة المفرطة لتفرض استراتيجياتها على المنطقة، وتنمو وتجنّد المتطوعة من كل اركان الارض.
لقد برز قائد الاردن منذ بداية «الربيع العربي» كصاحب رؤيا قادر على رصد ما هو آت في وطنه، ولم يبخل بالنصيحة على أحد في دمشق وبغداد، وخاصة في دمشق، لكن عنجهية القوة، قادرة على المشي الاعمى الى حفرة القتال الدموي الذي لا منتصر فيه وحين وصل الجميع الى الحائط اكتشفوا جميعا ان قواهم وهمية وان الدول الكبرى هي التي تسيطر على هذه المذبحة.
اميركا وروسيا صادرتا الان كل القوى الاقليمية والمحلية في ارض الصراع الرئيسي. فلا ايران، ولا عرب الجزيرة، ولا تركيا ولا اسرائيل هي مالكة خيوط الاحداث وصاحبة القرار. وكل حركة من قوى الاقليم ستنتهي كما انتهت حادثة اسقاط الطائرة الروسية. فإلى اي حد يمتد تأثير تركيا في سوريا او العراق او ليبيا او مصر؟!.
لعبدالله الثاني كل الاحترام.. فهو الآن أرفع رأس في منطقتنا.
الرأي