أقرأ بصورة يومية المقالات التي تنشر في صحافة الخليج خاصة اللندنية ومواقع الاخبار الالكترونية منها، واعرف كغيري من الناس ماهو المزاج العام الذي تنتهجه انظمة وحكومات تلك الدول وماهو موقفها بالضبط مما يجري وسيجري.
هذه ليست جديدة على أي محلل، لكن ما يلفت الانتباه - حقيقةً - الجوقة العربية التي تتحدث عبر كتّاب عن أهمية وضرورة الحرب البريّة للقضاء على داعش مع تغطية جوية والحديث هنا عن جيوش عربية تتحرك نحو التنظيم الإرهابي والقضاء على خوارج العصر بمعارك برية مجلجلة.
ما معنى ذلك يا ترى..
الاشقاء السعوديون والاماراتيون منشغلون بتقديم شهداء الواجب على الجبهة الجنوبية في اليمن للقضاء على الحوثيين او القاعدة لست ادري بالضبط.. والاشقاء في العراق منشغلون في تفجيرات يومية وخلافات لها اول ومالها اخر وجيش ممزق بالكاد يسيطر على المنطقة الخضراء، اما الجيش المصري فعنده من سيناء والارهاب الاخواني ما يكفي.. فمن هو الذي سيدفع الثمن يا ترى؛ جيش عربي آخر نصفه من آسيا والنصف الآخر من الهند والسند..
بالتأكيد ان كل التلميحات التي تخرج عبر الكتابات والآراء والتصريحات الخليجية ومعها احيانا الاميركية والغربية تشير الى تقدم جيش حدودي نحو داعش والقضاء عليه.. وهذا يعني بالضرورة اشراك جيشنا العربي بالمعركة وهو بلا شك قادر على ذلك لو كانت النية صافية والدعم حقيقياً لا صورياً وشكلياً، يبدأ عادة مع اول طلقة واشتباك ثم يهرب مع استحقاق الدفعة الاولى ونتورط كما تورط غيرنا في حروب لا معنى لها ولا مسوغ مقنع حتى الآن.
لا نظن ان قائداً وزعيماً فذاً وحكيماً كجلالة الملك تمر عليه مثل هذه اللعبة وهو الاقدر على تقدير الامور وتوزين آثارها خارجيا وداخليا خاصة وان جبهاتنا واسعة وممتدة واختراقها يصبح سهلا فيما لو توزع عملنا في العمق السوري او غيره للقضاء على سراب يدعى داعش الذي يقول عن الحرب ضده الاعلامي السعودي الكبير في صحيفة الحياة داوود الشريان انها "كذبة كبرى".. فليس لنا أن نغوص في وحل لا نعلم منتهاه.
لا اظن ان الأردن يفكر او يسمح لاحد ان يفكر عنه في قضية مشاركته او رئاسته لحرب برية فنحن حريصون على امن بلدنا الصغير بقوتنا المحدودة ونضبط امورنا بكل دقة ضمن واجبنا الوطني داخل بلدنا اما ان ندفع بابنائنا الى حرب مجهولة مجنونة فلا يمكن لعاقل ان يقبلها وكان لجلالة الملك الموقف العظيم المتميز في رفض الفكرة دوما لانه يعرف منتهاها وآثرها على جبهتنا الداخلية المتماسكة الملتفة حول قيادته الموزونة.
الجيش العربي "خط احمر" وعلى رأي احد شيوخنا "الا الجيش"..
في المثل العامي الاردني يقال "شو على بال حمد " لشخص يلمح بطلب او ينوي فعله.. وهذا ما نراه اليوم من كتابات من كتاب عرب وغيرهم يتحدثون عن حسم المعركة والقضاء على داعش بحرب برية عبر حدود عربية لا اظنهم يقصدون عرعر..