للهروب من زحام السيارات والناس في الشميساني... وجدت نفسي صدفة في شارع جانبي يقع فيه منزل لصديق قديم طيب هو المرحوم ضيف الله الحمود والذي كنت ازوره في التسعينات والى حد ما كان في صحة مقبولة.. فلدى هذا الرجل النظيف اليد والطيب الاخلاق والسمعة مخزون هائل من الذكريات...

اول ما عرفت المرحوم ضيف الله الحمود كانت في الستينات ونحن صغار في المرحلة الاعدادية .. فقد فاجأنا ورواد مكتبة امانة العاصمة وفي يوم شتائي ابرد الف مرة من شتاءات هذه الايام و اثناء دخوله الى القاعة الكبرى للمطالعة وهو في المقدمة مديرها الاستاذ المرحوم محمود العابدي وعدد من كبار موظفي الامانة بينما كان عدد من العمال يجرون مدفأة ضخمة تعمل بالسولار قال لنا وهو يبتسم للجميع : لقد جئت بهذة المدفأة لكم من الشام...!

وفي احدى المناسبات الصحفية ذكرته بذلك الحادث ... ثم توالت اللقاءات بيني وبينه معظمها في منزله بالشميساني روى لي فيها حكايات عديدة لا اول لها ولا اخر ومنها: انه عندما كان محافظا للعاصمة دعاه اهالي احدى القرى حول عمان وكالعادة كانت المناسف قد اعدت وسألتهم عن مطالبهم فقدموا له رسالة طويلة واذا بهم يريدون من الحكومة القيام بعقد غرفة واحدة مبنية من الطوب لتكون مدرسة للبنات مستقبلاعلما ان ذلك الطعام الذي قدم يكفي ثمنه لبناء عدة غرف وعقدها ايضا ..فحقق لهم مطلبهم وزاد عليه فتح شارع معبد الى قريتهم ..!

وروى الحمود لي: انه عندما كان محافظا للعاصمة فلطالما شارك العمال في شق الشوارع وزراعة اشجار الزينة على ارصفتها وغيرهامشيرا بانه شارك في زراعة اشتال الصنوبر و اشتال اخرى حرجية في المكان الذي اصبح يسمى فيما بعد منتزه عمان القومي وانه ذات يوم شاركهم في الغداء لكن على حسابه الخاص وكان الغداء خبزا وحلاوة ...!

Odeha_odeha@yahoo.com