تدرك سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة أهمية الدعاية والعلاقات العامة، ولذلك تستضيف في كل سنة عدداً من الصحفيين ليروا بأنفسهم إنجازات السلطة، وينقلوا الصورة للرأي العام.
تحت هذا الباب جاءت زيارة وفد صحفي للعقبة، التقى برئيس هيئة المفوضين الدكتور هاني الملقي، واستمع منه ليس عما تم إنجازه في عام 2015 وهو قليل، بل عما يؤمل أن يتم إنجازه في العام المقبل وهو كثير. وقد جرت تغطية هذه الفعالية على الصفحة الأولى من القسم الثاني في صحيفة (الرأي) بتاريخ 30 /11/ 2015 نقلاً عن مراسلها ووكالة بترا.
الملقي أخبر الصحفيين بأن السلطة تدرس إنشاء شركة طيران إقليمية (لتسهيل قدوم المستثمرين). يبدو كأن المستثمرين يجدون صعوبة في الوصول إلى العقبة، وأن شركات الطيران الأردنية التي تخدم مطار العقبة بعدة رحلات يومية لا تكفي لاستيعاب أعداد المستثمرين القادمين إلى العقبة.
إنشاء شركة طيران لا يدخل في اختصاص السلطة، فمهمتها تسهيل عملية تأسيس مثل هذه الشركة إذا كان هناك مستثمرون يجدونها مجدية ويرغبون في تأسيسها للاستفادة من زخم حركة المستثمرين.
ما دامت السلطة (تدرس) إنشاء شركة طيران، فسوف تعرف أن هذا المشروع ليس بالسهولة التي يتصورها رجل علاقات عامة، وأن أثمان الطائرات أو إيجاراتها وتكاليف تشغيلها باهظة.
يذكرنا هذا التوجه بفكرة إنشاء مطار في الاغوار لنقل صادرات الخضار إلى أوروبا، فقد تبين أن كامل حصيلة صادرات الخضار لمدة 20 عاماً لا تغطي كلفة إنشاء المطار الذي يجب أن يكون مجهزاً بأحدث الأجهزة لاستقبال الطائرات ناهيك عن كلفة التشغيل واستملاك مساحات من الأراضي الزراعية المحدودة في الأغوار لتحويلها إلى مطار وتسهيلات ومرافق فلا يبقى أرض للزراعة أو خضار للتصدير!.
من ناحية أخرى يتوقع الملقي أن يرتفع عدد غرف الفنادق في العقبة في العام المقبل إلى ثمانية آلاف غرفة بدلاً من خمسة آلاف الآن.
هذه مبالغة كبيرة، فعدد الغرف في الفنادق المصنفة في العقبة الآن هو 2803 غرف ترتفع إلى 4274 إذا أضفنا الشقق الفندقية والفنادق الشعبية غير المصنفة. وارتفاعها إلى ثمانية آلاف يعني أنه سيقام في العقبة خلال العام المقبل أكثر من 15 فندقاً جديداً بمتوسط 200 غرفة للفندق، وهذا ما يعرف المسؤول أنه لن يحصل، ولكن لا بأس طالما أن الناس سوف تنسى بعد سنة! (الراي)