facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الفقر داء علاجه "الكي" قبل فوات الأوان !


شحاده أبو بقر
02-12-2015 01:10 AM

تاريخيا , ظل " الفقر " وما زال , المحرك الرئيس والسبب المباشر لويلات الشعوب , وشيوع الفوضى بين اوصالها, وخروج الامور عن سيطرة حكوماتها . ذلك واقع لم يتغير ابدا , وإذا ما كان الجياع هم من غيروا وجه التاريخ في أزمان غابره , فإن الفقر بمفهومه العصري الحديث , هو السبب والمسبب في تفجر ما سمي بالربيع العربي الذي تعاني دول عربية عديدة مرارته حاليا , سواء تلك المنخرطة في خضم ذلك الربيع القاحل , او تلك التي تتموضع جغرافيا على حوافه , او سياسيا في مدخلاته ومخرجاته .

أردنيا , لا يمكن إنكار او تجاهل حقيقة اننا بلد يعاني جراء فقر تتسع رقعته كل يوم , وبالذات في مناطق الاطراف التي تفصلها عن المركز ليس مسافات بقدر ما هي إهتمامات , هذا فضلا عن حواشي المدن والارياف والمخيمات حتى وإن كانت في قلب المركز او عند حوافه , وهو فقر ما زال مجبولا حتى اللحظة بسمة التعفف والإستحياء والترفع عن مجرد إظهاره , وبالتالي التظاهر إجتماعيا بنقيضه تحت قناعة الصبر, عل الامور إلى إنفراج في وقت ما .

من اعراض هذا الفقر المؤذي وفي أي مجتمع كان , معاندة العامة للقانون والنظام العام , وتكاثر القتل والإنتحار والشجار لأتفه الاسباب , وتنامي ظاهرة تعاطي المخدرات , وإنحسار منسوب ثقة المواطن بالدولة ومؤسساتها , وعزوفه عن متابعة إعلامها الرسمي , وولعه بمتابعة الإشاعات وتصديق رواياتها , وسخريته من كل إنجازات الدولة حتى وهو يلمسها بالحواس , وتدني إهتمامه بالمناسبات الوطنية والتفاعل الإيجابي معها , وتشكيكه بكل إجراء رسمي يتخذ , والإسراع في تبرير مراميه , بإعتبارها تصب في خدمة مصلحة خاصة لا عامه , وتكاثر الهمس بعيدا عن رقابة السلطة وعيونها أحيانا , والجهر بمادة الهمس في أحايين أخرى .

ومن أعراضه كذلك وخلافا للواقع المفترض , التنافس في الإسراف في المناسبات حتى لو أضطر المسرف للإستدانه , ففي ذلك نفي لعلة الفقر عند من يعانيها , ومن اعراضه السرحان النفسي والإنقطاع عن الواقع المعاش , وتعدد حوادث السطو والسرقة , وتنامي الحسد , وإنهيار المنظومة القيمية الإجتماعية , وتدني مستوى العلاقات العامة حتى في أكثر المجتمعات محافظة , وإشتداد التنافس على الرزق , إلى غير ذلك من الاعراض الإجتماعية والإقتصادية والسياسية التي تمحو مباديء التراحم والتواصل والتسامح بين العامة على إختلاف مستوى عيشهم وانماط تفكيرهم , وتفتح الابواب للترحم على الماضي والشكوى من الحاضر والتخوف من المستقبل , وتغول النفاق , وبالذات السياسي منه تحديدا .

تلك اعراض أكثر من قاتلة , لا بل ومرعبة إن لم تجد من وما يقهرها , بقرارات وإجراءات شجاعة وجريئة تنصب في مجملها على كبح جماح الفقر والفاقة , وتخلق بيئة إجتماعية عامة مريحة عنوانها العدل والعمل المنتج الذي يدر دخلا ينساب إلى جيوب العامة ويكفيهم مؤونة اليوم ومتطلبات العيش الكريم بكل تفاصيلها , من طعام وشراب وكساء ودواء وتعليم وسوى ذلك من متطلبات اساسية غير ترفيه . وبغير ذلك , يجافي الحقيقة من يتردد في الإقرار بوجود المعضلة إبتداء , ومن لا يعمل على حلها تباعا وبنهج مقنع يلمسه العامة في مستوى عيشهم . أما كيف ذلك وما وسيلته , فهذا يتطلب إجراءات غير عادية او تقليدية او حتى مألوفة من قبل , ومنها , وقف كل الإنفاق على المشروعات الخدمية القابلة للإنتظار لسنوات ومثلها مشروعات اخرى ترفيه , وتوجيه أموالها نحو زيادة مجزية مؤثرة في رواتب العاملين مدنيين وعسكريين , فهذا هو ما يحرك الاسواق وينشط الاداء الاقتصادي العام , وهذا هو ما يبعث على الارتياح العام ويرفع عن كاهل الدولة والمجتمع معاناة وكلفة الاعراض السابقة كلها , وللحديث بقية بإذن الله .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :