الكل يعرف أن الموقع الجيوسياسي للأردن ذو ميزة نسبية وانه محاط بالنزاعات العسكرية والإرهابية من ثلاث جهات، فهو في محيط ملتهب جداً، وجميع النزاعات تؤثر مباشرة على الحالة الأردنية من عدة نواحي، ديمغرافية اقتصادية، اجتماعية وأمنية، عندما نتحدث عن الأزمة السورية الأكثر تأثيراً على الحالة الأردنية من ناحيتين الديمغرافية والأمنية وإقتصادياً كانت على حساب المواطن الأردني على أكثر من صعيد.
إن وجود ما يزيد عن مليون ونصف سوري على الأرض الأردنية يدفعنا إلى سؤال كبير حول مثل هذه السياسات التي تبرر بالبعد الإنساني الدولي، والأخلاقي والعروبي ولكن الأهم هو أمن وإستقرار الأردن ..!!
وتأثيرات الحالة العراقية ماثلة للعيان ، وأما ما يجري في الضفة والقطاع من ممارسات إرهابية وضغط اقتصادي ، وإعتقالات ومزيداً من المستوطنات كله ذو أثار غير إيجابية على الحالة الأردنية ، الذي ينادي دوماً بأن جوهر الإستقرار السياسي يأتي من حل الدولتين حسب الشرعية الدولية ، هذا تقديم لما سأقوله في الحادث المفجع الذي أصاب دورية الطرق الخارجية التابعة للأمن العام في منطقة أشبه بالخالية حيث هاجمها مسلحون مجهولون إذ تم إطلاق النار دون إنذار مسبق وبطريقة سريعة لذوا معها بالفرار :، وعليه :
أولاً : أن هذا الهجوم على دورية أمنية يشكل إنذاراً مبكراً لأشياء كثيرة
ثانياً : أن الحالة الأردنية يوجد بها خلايا نائمة وناقمة من مختلف الإصناف والجنسيات أردنية وغير أردنية ولابد من الإنتباه والضبط .
ثالثاً : ضرورة تعقب كل ذوي الإسبقيات السياسية ( المتشددين) في محافظة إربد وكافة محافظات البلاد .
رابعاً : هذا الحادث الأخير هو رقم أثنين بعد حادث الدورية في جبل عمان بالقرب من مستفى الخالدي وعليه يمكن الحادث الثالث لا سمح الله قادم .
خامساً : أن الأردن أمنياً مستهدف من قوى الشر الداعشين وأحداث قد حصلت فعلياً بالأمس لابد من السرعة القصوى في القضاء عليها .
سادساً : كثيراً من القوى المتشددة في حالتنا تريد أن تحول البلاد الى فوضى وهناك محاولات لتصدير الأزمات نحو الأردن .
سابعاً : أن هذا الحادث والحوادث المشابهة ليست حوادث إجرامية بل سياسية إرهابية مدروسة ومصممة لزعزعة إستقرار الدولة ولا يمكن السكون عنها ولو لثانية واحدة .
ثامناً : لابد من تفعيل خلايا الأزمات في الأجهزة الأمنية المختلفة لوضع سياسات عملية طارئة قبل أن يقع الفأس بالرأس .
تاسعاً : أن كل مواطن أردني مؤمن بتراب هذا الوطن وحالة الأمن والإستقرار فيه أن يكون جندياً في الإبلاغ والمساعدة في حال الإشتباه بأي شيء يؤثر على أمن الدولة .
عاشراً : رحم الله الشهداء وأسكنهم فسيح جنانه والهم ذويهم والأردنيون جميعاً الصبر والسلوان .