facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




فقه الاشتباك الإيجابي وكتلة المبادرة


عمر كلاب
01-12-2015 01:40 PM

ليس بحكم جدلية رائدها الدكتور مصطفى الحمارنة ، اكتسبت فكرة المبادرة الكتلة النيابية وقبلها التجمع النيابي موقعها الخاص في التاريخ البرلماني وليس في المجلس السابع عشر فقط ، بل بحكم جدلية طرحها وجدية نشأتها وانتاجها مصطلحا حديثا على السياسة الاردنية مفاده الاشتباك الايجابي مع الحراك السياسي والواقع الحياتي على ارضية القدرة والرغبة وليس حسب المواصفات والمقاييس السابقة للاشتباك والتي اعتمدت ظاهرتين لا ثالث لهما ، اما الموافقة الكاملة واما الرفض الكامل ، فجاءت المبادرة نبتة اردنية واكاد اقول طريقا ثالثا للثنائية المتكلسة في الواقع المحلي ، فقدمت الاحد الماضي وثيقتها الاولى او شهادة اعتمادها للواقع السياسي الصاخب بكثرة المطروح على مائدته ولكن المبادرة نجحت في فرز نفسها عن سوق السياسة المربوط بالثنائية المتكلسة منتهجة طريقا ثالثا محكوما بإطار نظري صارم كشفته اللغة السياسية الحاسمة التي كُتبت به الوثيقة الاولى او جردة الحساب مع الواقع المحلي بكل تكويناته السياسية والاجتماعية . النهج الذي اعتمدته المبادرة غير مألوف او مسبوق في الحياة البرلمانية الخاضع بحكم النشأة وآلية الوصول الى جدلية التبعية للجهة الموصلة سواء معارضة او خدمية سياسية رغم وصول اعضائها الى البرلمان بالاشتراطات السابقة ، لكن المفاجأة او المبادرة جاءت بالهروب الذكي من الاشتراطات المألوفة لانتاج واقع جديد قوامه الاشتباك مع الشركاء في السلطة التنفيذية او جمهور الناخبين والمراقبين على قاعدة القدرة الواقعية لتحقيق الرغبة الطموحة وهذا جعل المبادرة تتفاعل مع السلطة التنفيذية في مواقع اشتباك حساسة مثل حقوق ابناء الاردنيات ونقاط خدمية تقليدية مثل قطاع النقل والطاقة واشتباك على شكل مناورة في الاصلاح السياسي وقوانينه فدخلت من بوابة منع الجرائم الى باقي المفاصل بعد ان نجحت في تأصيل الادوات الرقابية من خلال قانون الاحزاب وتلك تراتبية تشي بأن العقل الذي يدير المبادرة يعتمد على المنهج العلمي والرؤيا الاردنية في الولوج وفرض بيئة حاضنة لقوانين التشابك الايجابي لكن عدم تظهير الحياة السياسية عند الاحزاب والحكومة طمس مؤقتا هذه السردية الاصلاحية ولم يفتح لها ابواب الحضور والتفاعل وهذا ليس ذنب المبادرة . المنهج يصبح دليلا وشاهدا على النهج الذي اختارته المبادرة لطرح سرديتها ، وبقراءة فاحصة فإن المنهج الذي اعتمدته المبادرة هو منهج دولة الرفاه وليس منهج الريعية السائد ولكنه رفاه فيه من الفكر العلمي وأكاد اتجرأ واقول اليساري الكثير الكثير ، فالنهج يعتمد على تفعيل المشاركة الاشتباكية بحيث تكون الرغبة محكومة لاشتراطات القدرة وليست رغبة غرائزية في طرحها وفي محاكتها لامال الاردنيين ، تلك الغرائزية التي افضت الى الثنائية المتكلسة وانسحاب الكثيرين الى مواقع المراقبة الشامتة في المواقف الصعبة او المُطبلة حال نجاح قفزات في الهواء او الانسحاب السلبي وهو السائد حاليا بحكم ظروف الواقع وكثرة العبث برغبات الناس وارادتهم وانحسار منسوب الثقة بالمكونات والتكوينات الاردنية العاملة في فضاء الدولة . المبادرة ليست خالية من الملاحظات لكنها فرصة يجب البناء على معطياتها ومناقشة اوراقها وفكرتها باستفاضة لانتاج قاعد اشتباك شعبي ايجابي حولها ومعها لانها بدون الانتقال الى قواعد الاشتباك مع الجمهور ستبقى اطارا نخبويا او نيابيا وهو ما ترفضه بناءاتها الفكرية اولا كما انها بحاجة الى تثقيف فكرتها وطروحاتها حتى تتبدى الى الواقع المحلي مشروعا جديدا قابلا للنماء والبناء وصولا الى صيغة سياسية تكفل تعميم فكرتها لكسر الثنائية الكلسية ودخول فكر جديد الى اوصال الحياة السياسية لتحريك عوامل التفاعل والتشابك وهذا ما سنتعرض اليه لاحقا ، لكنها تبقى محاولة جريئة فكرا وسلوكا .

"الدستور"





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :