تداعيات إسقاط الطائرة الروسيةد. هايل ودعان الدعجة
30-11-2015 01:11 PM
لا شك بان اسقاط الطائرة الروسية من قبل المقاتلات التركية الأسبوع الماضي، لاختراقها المجال الجوي التركي، قد اربك حسابات روسيا ووضعها في موقف حرج لجهة الكيفية التي سترد او ستتعامل بها مع هذه الضربة الموجعة، التي تلقتها من دولة عضو في حلف الناتو، دون اثارة غضب دول الحلف والدخول معها في مواجهة محفوفة بالمخاطر في ظل معارضتها لمواقف روسيا من الملف السوري، وانزعاجها من المنظومة العسكرية التي تستخدمها في الساحة السورية. في الوقت الذي تشكل فيه هذه الحادثة اختبارا حقيقيا لروسيا لاثبات حضورها وتأثيرها في إعادة ترتيب التوازنات وتعزيز نفوذها ودورها في الساحة الدولية. ما يعني ان الرد الروسي سينطوي على حسابات تتصل بعضوية تركيا بحلف الناتو، الذي يرى ان من حق تركيا الدفاع عن نفسها وسيادتها. ما يبقي الخيارات الروسية في حدود معينة، كالمطالبة بالاعتذار او التعويض او اعتماد الخيارات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية، كأن تعمد الى اتخاذ إجراءات اقتصادية وتجارية ضد تركيا، تتمثل في عدم امدادها بالغاز الطبيعي، ورفضها مد أنبوب الغاز الروسي ( السيل التركي ) اليها حيث تعتبر تركيا شريكا أساسيا لروسيا في مجال امدادات الغاز الطبيعي، وربما تحرمها من تحقيق طموحاتها بان تتحول الى مركز إقليمي لتوزيع ونقل الطاقة الى الأسواق الاوروبية، او ان تعمد روسيا الى إيقاف او تجميد بناء المحطة النووية الأولى في تركيا، لتوليد الكهرباء من اجل مواجهة النمو المتسارع في القطاعات الاقتصادية والصناعية فيها. إضافة الى حث رعاياها بعدم التوجه الى تركيا التي يزورها سنويا اكثر من 4 ملايين سائح روسي. دون ان نغفل الأعباء التي قد تترتب على روسيا اذا ما قامت باتخاذ مثل هذه الإجراءات لانها ستخسر ثاني اكبر شريك تجاري لها في الوقت الذي تعاني فيه من عقوبات اقتصادية من أمريكا والدول الاوروبية على خلفية ممارساتها في جزيرة القرم وشرق أوكرانيا.
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة