"الموت" هو الحقيقةُ الوحيدةُ التي لا نختلفُ عليها..
-
فلانٌ مات؟
الكلُّ يُجمعُ على "نعم".
-هل هو يتنفس؟
والكلُّ يجيب بـ "لا".
هو حقيقيٌّ جداً لدرجةِ أنّهُ لا ينتهي، مُذكّراً إيّانا بالحقيقةِ الوحيدة!
نختلفُ قبل "الموت".. ونختلفُ على ما بعده، فيأتي موتٌ آخرُ غاضبٌ ليخرسَنا جميعاً!
فلنتّفقْ أننا متنا جميعا كي لا نختلف!
لنتّفقْ أننا أمواتٌ حتى نلفظَ الأنفاسَ الأخيرةَ "بصمتٍ" كالأحياء..
لا حقيقةَ سوى الموت، وما نبضاتُ القلبِ إلّا لحنٌ منتظمٌ نرقصُ له في قاعةِ الانتظار!
وما ضحكاتُنا وآلامُنا إلّا لعبٌ في الوقتِ الضائع، وإن طالَ قليلاً فهو وقتٌ "قاتل" حتى تتجلَّى حقيقةٌ أخرى وهي"الألم"!
الموتُ هو بطلُ "الروايةِ" وكلِّ الروايات!
لذلك، لا أدري ما هدفُ الرواية!
روايةٌ لا جديدَ فيها سوى الوجوه!
كم هي مملّةٌ فعلاً! روايةٌ يتخلّلُها نومٌ لدرجةِ الموتِ أيضاً!
لا مانعَ عندي أن أنامَ لدرجةِ الموت، إذ أنني أفتقدُ النومَ و"الروايةَ" المملّةَ وبعضًا من شخصيّاتِها ووجوهِها
كثيراً، تماما كما سأفتقدُ ابنةَ عمّي "ڤاندا" ووجهَها الجميل.. فقد كانتْ روايةً جميلةً وغيرَ مملّةٍ تراقِصُ الحياةَ بصَخَب، وتداعبُ الأحزانَ بصوتِ أمّ كلثوم لتعيدَ الفرحَ للصوتِ بضحكةٍ عفويةٍ وكأنها تقولُ للموت "أنا من سينتصر"..
أحببناها جميعاً، لكنّ الموتَ أحبّها أكثر!
لنتفقْ إذن أنّنا متنا.. علّ الرواية- حينئذٍ- تختلف، وعلّنا نصبحُ نحن أبطالها!
ولأنّي أحبُّكم جميعاً، اختلفنا أم اتفقنا، فسأقول لكم: تصبحونَ على غدٍ أفضل.. تصبحونَ على حقيقةٍ أجمل..
وداعاً ڤاندا! كنتِ بطلةً لروايةٍ جميلة..
وداعاً ڤاندا! تستحقينَ عالمًا أجمل كجمال روحك ووجهك..
استريحي الآن بسلام...
*الكاتبة أردنية تقيم في استراليا