خلوة فكرية في ايطاليا حول واقع ومستقبل المسيحيين في الشرق
29-11-2015 02:58 PM
عمون - نظم المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، بالتعاون مع مكتب مؤسسة كونراد اديناور الالمانية في الاردن، خلوة فكرية في كومو- بشمال إيطاليا للبحث في "قضية" المسيحية في الشرق، حاضرها ومستقبلها.
وقال مدير المركز الكاثوليكي للدراسات الاب رفعت بدر ان عقد هذه الخلوة الفكرية جاء على خلفية الصراعات القائمة في المنطقة، ونمو التطرف الديني ، وما ادّى ولا يزال الى معاناة المسيحين في مناطق هذه الصراعات ، من قتل وتشريد وتهجير الامر الذي ادّى الى تنامي الشعور بضرورة التحرّك بما يضمن الحفاظ على التعددية الدينية التي يتميّز بها الشرق عامة.
وشارك بالخلوة عدد من المفكرين من رجال دين رجال دين وأساتذة جامعات وسياسيين ، من مختلف انحاء الوطن العربي ، والمقيمين فيه او خارجه، وتم على مدار يومين ، نقاش فكري صريح وموضوعي حول واقع وتطلعات ، آلام وآمال المسيحيين في الشرق ، وبالاخص بعد تصاعد وتيرة العنف في المنطقة ، الامر الذي اثر على التعددية الراقية ، وايقاف الحضور المسيحي في بعض المناطق من العراق وسوريا.
واوضح الاب بدر ان جلسات الخلوة تمحورت حول عدد من المواضيع من أبرزها حول مستقبل مسيحيي الشرق، وعمّا اذا كان هناك ما يمكن تسميته بـ "قضية مسيحية مشرقية ؟" وهل تم الانتقال من الحديث قسرياً عن "الحضور" المسيحي إلى مجرّد"الوجود"؟
وتم كذلك نقاش موضوع : الوحدة المسيحية : والى اي حد وصلت المبادرات؟ والى اي حد كذلك يؤثر مصطلح "مسكونية الدم"؟ والذي يعني ان المسيحيين متوحدون بالامل والتضحيات اليوم .
وقال المتحدثون بانّ مستقبل المسيحيين في المنطقة، لا يتوقف عليهم فقط وانما ايضا على مدى توفر إرادة "سياسية" عربية للحفاظ على التنوّع الديني والفكري والثقافي في المنطقة. كما تم طرح التساؤل حول ما اذا كانت هناك بالفعلإرادة "دولية" للحفاظ على النسيج العربي ، وعمّا اذا كان مسيحيو الشرق بحاجة إلى دعم الدول الغربية والمجتمع الدولي. ودعوا الى تعزيز المراكز التي تعنى بالحوار الاسلامي المسيحي ، لما فيها من "تنقية" للدين من كل ما تدّعي بعض الحركات المتطرّفة من تمثيله وفهمه بشكل مغلوط وبعيد كل البعد عن جوهر الدين في صنع السلام والالفة بين الناس.
ودعوا الى العمل الحثيث والمباشر الذي لا يحتمل اي تأخير على معاملة الانسان في كل الدول العربية ، على أساس المساواة الدستورية والمواطنة الحقيقية.
كما ناقش الحضور أسباب تطور ونمّو وتصاعد وتيرة "العنف" والتطرف والحركات المتطرفة ؟ وما المطلوب من "المجتمع المسيحي" إزاء هذا النمّو الدموي في الشرق؟ وهل الحلّ في الهرب ام الهجرة ام انتظار التهجير ، مؤكدين ضرورة تقديم المؤسسات الكنسية الدولية اسهاماتها الانسانية في دعم المهجرين وبالأخص المجبرين منهم على الخروج من وطنهم بسبب الدين والمعتقد.
وفي نهاية الجلسات وجه المشاركون رسائل مؤثرة الى كنائس الشرق والعالم، وكذلك الى رؤساء الدول العربية والاجنبية ، وبالأخص القوى المؤثرة في الأمم المتحدة ، كما وجهوا رسالة تشجيع الى أخوتهم المهجرين من بلدانهم بسبب إيمانهم.