بعد أن قرأت القصة الجديدة للسندريلا، لم أستطع أن أغمض عيني طوال الليل، بت اتخبط باحثة عن اجوبة، سندريلا المحبوبة في أدب الأطفال باتت اليوم مذنبة وتم القاؤها في قفص الإتهام بعد أن أبهجت الملايين من الفقراء بسعادة مجانية لسنوات طويلة، اليوم أحاطت بها علامات السؤال وحرقها التاريخ فجأة بعد أن نالت شهادة عالمية أنها وصلت قمة النجاح.
صباح اليوم، أحضرت القصة القديمة وبدأت أتصفح بها وفي كل صورة للسندريلا كنت أنظر في عينيها جيدا لأعرف الحقيقة لكنني ضعت في ملامحها القديمة الوديعة التي سكنتني منذ أن كنت طفلة ولم يستطع قلبي أن يقسو على السندريلا بأحكام تسقط شفافيتها بمجرد تناقل الصحف لما هو جديد ومخجل عنها.
كل الصديقات قمن بتناقل القصة الجديدة وتصديقها بسهولة دون التمحيص عن حقيقة الأمر وبدأت الأقاويل تنتشر بينهن حول خبث السندريلا القبيحة الوجه والروح لتعمدها بنسيان فردة الحذاء وتبادل النظرات مع الامير للإيقاع به وبالتنسيق المسبق مع زوجة أبيها وربما سيذهبن ظهر هذا اليوم لشراء الاصدار الجديد من القصة وحرق الكتاب الأصلي أو الإلقاء به في سلة المهملات. هل نسي الجميع أن سندريلا كانت جديرة أن تستحق الأمير بسبب ما تمتلك من صبر وبساطة وجمال! بالتأكيد أحبها الملايين لكن المئات كرهوها لأنه من المحتمل أن محبتها في قلوب اطفال العالم كانت تزعجهم... لكن بدهاء صامت، وعندما حانت الفرصة أوقعوا بها وأوقفوا انتشارها بأنها شبيهة بالملاك... يا للشيطان فلقد رسم للصغيرة فخا محكما!
الآن يستعد الأطفال لقراءة ماهو جديد عن المتهمة سندريلا وغدا سينمحي ماضيها الجميل بظهور جيل واحد فقط وربما سيحرفون المزيد من قصص الأطفال وربما سيحرفونها جميعها و ربما سيلغون أدب الأطفال كليا يوما ما لنستبدله بما يخدم النفوس التي تحترف تضليل الأجيال. لماذا نتداول كل شيء يمر من جانبنا لماذا لا نستدعي العواقب وقليل من الحكمة قبل أن تصيبنا الفيروسات التي تصيب المنشورات والأدب والعقول والوطن، لماذا يحاولون الإطاحة بالرموز الجميلة في المجتمعات ...من الأسئلة التي تتبادر لذهني أيضا ولا أجد لها إجابة: لماذا يتوجه الكثيرون لقتل أي إضاءة تنيرالواقع وتجمل الحياة واي من القصتين للسندريلا سنروي لأطفالنا ابتداء من هذا المساء!