وكأنه استشهد الأمس.. ملأت صور الشهيد وصفي التل مواقع التواصل الاجتماعي واحتل فوتيكه الأخضر زرقة «الفيسبوك» ولوّن شماغه الأحمر جناحي «التويتر»، حتى اليافعون والأطفال كتبوا شيئاً للبطل الذي لم يرونه يوماً، فمحبّة وصفي عدوى ومحبة وصفي وطن...
وكأنه استشهد الأمس... زين عقال الشهيد وابتسامته القاسية صفحات المشتركين والمواقع الاخبارية ناثرين حوله كلمات الاشتياق والعزّة والفخر واليتم... قارعين بصوته أجراس الحكمة منذ قالها فلم يرحل ولم ترحل عن وجدان الأردنيين أبداً..
منذ 44 عاماً ،وسراج ذكراه لم يخفت، وجرحه لم يلتئم ، ووجهه لم ينس ، وصوته لم يصمت ،منذ 44 عاماً وهو حاضر بيننا يطلق تنهيدة خوف كلما عصفت بنا الريح.. وتنهيد عتب كلما حدنا عن خط العدالة التي اشتهى.. منذ 44 عاماً وهو يحمل بين كفية حفنة من تراب «الأرض» ... منذ 44 عاماً... يتململ من تحت بيت الكمالية الحزين ،يحاول أن يشق مستطيل الضريح لــ«يفزع» لنا.!
ما الذي يجعل ذاكرتنا مشتعلة بعيني وصفي .. ونحن النسّاؤون؟..ونحن الذين نغضب وننسى،نحزن وننسى، نُسحق وننسى ..ببساطة لأن وصفي الرئيس الذي أخاط الجيوب...لأن وصفي لم يكن شرقياً ولا غربيا لا «يتعنصر» للشمال حكماً ولا يؤمم وجهه نحو الجنوب ...كان وصفي وطناً مشغولاً بالفوتيك والحلم ..
نحبّه ، لأننا نحبّه ، وسنبقى نحبّه ، لأننا نحبّه..وسيبقى 28-11 استفتاء شعبياً على حضوره الدائم...وصفي ليس بحاجة لصناديق الاقتراع، فالوطن دائرته الانتخابية وورقة الروزنامة التي تحمل ذكرى استشهاده ورقة اقتراع ...فلكل من يغمض عينيه من شدة وهج الشهيد ...أقول ..سنبقى نُحبّه ونحبّه ونحبه لأنا نحبّه ..
الرأي