ذكرى استشهاد وصفى التلخلف وادي الخوالدة
28-11-2015 03:22 PM
يستذكر الأردنيون ومعهم أحرار الأمة. ذكرى استشهاد بطل قومي تجاوزت طموحاته وبطولاته حدود الوطن وصفي التل حالة متميزة لما كان يتصف به من مواقف عزّ نظيرها. حيث كان مثالاً للنزاهة والكفاءة والرجولة وصدق الإنتماء والولاء. عشق الأردن كعشق الانسان للهواء الطلق. كان يؤمن بالهوية العربية الجامعة. بطلاً مناضلاً بالميدان قبل أن يتبوأ المناصب العليا بالدولة الأردنية. قارع ومعه كوكبة من جحافل المقاومين والمجاهدين الإحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية المحتلة التي تعتبر محور الصراع العالمي بأسره. كان قدوة ومثالاً في عشقه للأرض توجيهاً وعملاً ميدانياً حيث نادى بأردنٍ أخضر. وجعل من الصحراء القاحلة جنات غنّاء. استبدل الشوك والبلان بالمزروعات المثمرة والورود والزهور والزعفران ليساهم في القضاء على الفقر والبطالة. تسلسل بالوظائف بدءاً من موظف متواضع متميّز وبخطوات واثقة وثابتة حتى وصل إلى رأس الهرم في السلطة التنفيذية وأصبح رجل دولة بامتياز. كان يعالج قضايا الحاضر بحكمة وحزم وحنكة وشجاعة وعدالة واتزان يستشرق المستقبل وتداعياته بدقة وبصيرة ثاقبة. ويعد لكل حدث محتمل عدته قبل حدوثه. كان يعتمد أسلوب الثواب والعقاب بعدالة متناهية. متواضعاً لمن يستحق التواضع. حازماً وجاداً عندما يستدعي الظرف ذلك. جندياً شجاعاً محترفاً. يعشق رفاق السلاح والنضال والجهاد ويعتز ويفاخر ببطولاتهم. يؤمن بالمقاومة الشريفة الصادقة التي توجه حرابها ضد العدو المحتل ليكون الشعب من خلفها داعماً وظهيراً لها. يؤمن بدولة المؤسسات والقانون ويحترم العرف العشائري الإيجابي الذي يجسد أسمى معاني الرجولة والإباء والحكمة ليستعان به في حلّ بعض القضايا والإشكالات ويكون رديفاً لمؤسسات الدولة وصمام الأمن والأمان لاستقرار الوطن وصون منجزاته. هيبة الدولة شعاره الأسمى والعدالة هدفه الأغلى . لم يترك ورائه وكغيره من رجالات الوطن الشرفاء قصوراً فارهةً ولا أبراجاً عاليةً ولا شركات عملاقة وأرصدة بالملايين والمليارات خارج الوطن، وإنما تركوا وطناً قوياً عزيزاً زاخراً بمنجزاته وصروحه الشامخه وأجيالاً تربّت على الفضيلة وعشق الوطن وصون منجزاته. هذا بعضاً يسيراً من سمات الراحل الكبير وصفي التل الذي يعجز الكتّاب والمفكّرين والباحثين عن حصرها لأنه كان مدرسةً شاملةً متكاملة عاش وترعرع في مدرسة الهاشميين مدرسة الرجال الرجال الأوفياء. وإذا غاب جسد وصفي ومعه كوكبة من أحرار الوطن فإن ذكراهم ستبقى خالدةً في الضمير والوجدان تتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل على مرّ الزمان وسيبقى الأردن عزيزاً غالياً آمناً مستقراً موئلاً وملاذاً لمن لا موئل ولا ملاذ له من أحرار الأمة برعايةٍ من الله سبحانه وتعالى وحكمة قيادته الفذة من آل هاشم الاطهار وجهود رجالاته الأوفياء أمثال وصفي التل رحمه الله. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة