قبل ايام قليلة والانتفاضة الفلسطينية الثالثة تخوض معركتها الباسلة..خرج علينا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بتصريح يقول فيه: «بأن لا سلام ولا انسحاب خلال السنوات العشرين المقبلة «...(الشرق الاوسط 12/ 11/ 2015)...
في الوقت نفسه جرت في فلسطين المحتلة احتفالات في الذكرى السابعة والعشرين لـ (اعلان الاستقلال) والذي جرى في الجزائر العام 1988 قبل 27 عاما اثناء انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني تم فيه اعلان قيام دولة فلسطين (في الضفة الغربية وقطاع غزة ليس غير)..كما انتخب ابو عمار رئيسا لهذه الدولة العربية الوليدة وعاصمتها القدس الشريف... وان كان قد جرى بعد هذا المؤتمر الاعتراف الفلسطيني « بحق اسرائيل في الوجود » ودون ان تعترف اسرائيل قبل هذا المؤتمر وبعده وحتى كتابة هذه السطور «بحق فلسطين في الوجود»... فوق ذلك انتهج رئيس الوزراء الاسرائيلي حينذاك اسحاق رابين سياسة تكسير العظام لشبان الانتفاضة الفلسطينية لعام 1987 ، كما زج الالاف من ابطال هذه الانتفاضة في السجون الاسرائيلية...
لابد ان نشير في هذه العجالة الصحفية ان في حياتنا اليومية ومعاركنا القومية الكثير من الاخطاء...و الخطايا القاتلة وان كانت هذه الاخطاء و الخطايا لا تظهر عادة إلا بعد وقت طويل .
لا بأس في ذلك..حالنا العرب و الفلسطينيون الان بالنسبة للقضية الفلسطينية كمثل طبيب نسي احدى ادوات الجراحة في بطن مريضه... وانه بعد اقفاله لجرح بطنه بدأ هذا المريض يصيح ويصرخ من الالم الشديد...هنا عاد هذا الطبيب نفسه فقام بفتح بطن مريضه لانقاذه بعد سهوه ونسيانه اثناء عمله...!
وهنا نتساءل: بعد تصريحات نتنياهو الاخيرة بتأجيل حل القضية الفلسطينية 20 عاما.. وهذا يعني اعلانه كمسؤول اسرائيلي كبير بدفن حل الدولتين.. لماذا صمت الجميع الفلسطينيون و الاسرائيليون على تصريحات نتنياهو هذه..؟! ولماذا لا يجري التفكير في «خطة بديلة» لفشل حل الدولتين.. والعودة الى الينابيع والدعوة الى « اقامة الدولة الفلسطينية الواحدة لجميع مواطنيها «.. وعاصمتها القدس..واسمها فلسطين وكما كانت قبل العام 1948...كانت تسمى فلسطين واصبحت تسمى فلسطين وكما كان ينشد محمود درويش..!
الراي