مثل بشرى سارة، على مدى أسبوع كرر مسؤولون في عمان والعقبة أخبار تحول سياح روس كانوا من بين أهم زبائن شرم الشيخ وتركيا الى العقبة.
الأحداث التي شهدتها شرم الشيخ إثر سقوط طائرة روسية والتوتر بين موسكو وتركيا أهم أسباب هذا التحول، وحتى لا يكون طارئا بعد زوال الأسباب وعودة شرم الشيخ وشواطئ تركيا الى سابق عهدها، كيف يمكن جعل العقبة مقصدا دائما لهم ؟
هذه فرصة هائلة يحتاج استغلالها الى إجراءات عاجلة لتوطين السياحة الروسية التي تمتاز إقامتها بطول المدة وبسخاء الإنفاق.
ليست العقبة وحدها المستفيدة من هذه التحولات، فإسرائيل تسعى إلى جذب السياح الروس خلال هذا الموسم وكانت وكالات السياحة والفنادق فيها سخية في الحوافز والخصومات فخفضت الفنادق أسعارها بنسبة 10% وحصلت وكالات السياحة والأسفار الروسية من الحكومة الإسرائيلية على 45 يورو عن كل سائح تجلبه لإيلات وستقوم فعلا بتسيير 16 رحلة طيران (ذهابا وإيابا) إلى مطار «عوفدا» في إيلات.
لا زالت تكلفة السياحة باهظة، ففي المجلس الاقتصادي والاجتماعي أقر وزير السياحة بأن الأردن من الدول الأعلى تكلفة أمام السائح في سعر الرحلات السياحية المنظمة مقارنة مع دول المنطقة كما أن الضرائب العالية تنعكس على الأسعار وضرب مثلا ان ضريبة المبيعات في الاردن تصل الى 16%، مقارنة مع (10 بالمئة، 10 بالمئة، 8 بالمئة، وصفر بالمئة) لكل من لبنان ومصر وتركيا واسرائيل على التوالي، وستجبر الأحداث الأخيرة مصر على تخفيضها للقطاع السياحي من 10% إلى 5%.
الإضافة المثيرة والصحيحة للوزير كانت إشارته الى عدم تقبل المجتمعات المحلية للسياحة باعتبارها غير مرغوب فيها فلا يتدخل الناس في سلوكيات السائح الذي يترك وشأنه في فعل ما يتناغم وثقافته وخصوصيته في شرم الشيخ وقبرص وتركيا وإيلات بينما يسارع الناس في العقبة والبترا لإلتقاط الصور لسلوك ما وبثها على الفيس بوك والمواقع الإلكترونية بإعتبارها فعلا فاضحا يقتضي تدخل الأمن وجلب الفاعلين!
ليس المهم إطلالة «طلائع» السياح بل إستمرار تدفقهم كل سنة. كيف يمكن ذلك ؟ عند المسؤولين الجواب.
الراي