منتدون يؤكدون الحرص الهاشمي على رعاية المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس
27-11-2015 03:13 PM
عمون - (بترا)- من حسن محاسنه أجمع نواب وأكاديمون ورجال دين على ان الرعاية الهاشمية للمقدسات الاسلامية والمسيحية قد بدأت واستمرت وتواصلت عبر مراحل التاريخ ولا زالت يدافعون عنها بالمهج والارواح كابر عن كابر.
وأكد المشاركون في ندوة الرعاية الهاشمية للمقدسات التي نظمتها جمعية اللد الخيرية امس، في المركز الثقافي الملكي على ان مدينة القدس ارض محتله لها اهميتها السياسية والدينية.
واعرب وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلاميه الدكتور هايل داود الذي رعى الندوة بحضور النائب الثاني لرئيس مجلس النواب خميس عطيه، عن شكره للمشاركين مؤكدا انه في الوقت الذي تراجعت فيه قضية القدس والمقدسات في كثير من الدول العربية الا اننا نجد ان دور الاردن لم يخبوا او يتراجع على مختلف الصعد. وقال ان فلسطين والقدس قضية لا تغيب عنا كأردنيين وهي القضية المركزيه في الاردن وخط احمر بالنسبة لجلالة الملك عبدالله الثاني الذي حمل رسالة الدفاع عن الامة في كل المحافل الدولية . وتحدث الدكتور عبدالله الكيلاني في محور مكانة القدس ورعاية الهاشميين، حيث قال ان القدس ارض الاسراء ومنها العروج الى السماء وهي مهد الانبياء ومعتكف المرابطين والقبلة الاولى والخطر الذي يهدد الاقصى اليوم يهدد مكة غدا، والاردن هي بوابة القدس ودرع مكة ولهذا فان اهلها اي الاردن في رباط. وعن الرعاية الهاشمية للمسجد الاقصى بين الدكتور الكيلاني انها تمتد الى زمن الصحابي جعفر بن ابي طالب شهيد الاردن على ارض مؤتة التي دقت ابواب الفتح بدماء سادة ال البيت ثم كان الشريف الحسين بن علي ملك العرب في العصر الحديث حيث رفض التنازل عن القدس ولو كلفه ذلك ملكه رافضا المساومة على الحق الاسلامي في القدس والمقدسات منذ عهد الانتداب البريطاني وبعده وكان اول المتبرعين لاعادة تعمير المسجد الاقصى.
وواصل الهاشميون رعايتهم للمقدسات حتى ارتقى الملك المؤسس شهيدا على ثرى المسجد الاقصى ثم المغفور له الملك الحسين ورعايته للاعمار الهاشمي الثاني والثالث واللذين لم يشملا التعمير فقط بل امتد ذلك الى انشاء الكليات والمدراس الدينية ومراكز حفظ التراث بتوجيهات من جلالته رحمه الله ودوره في التاكيد على الحق العربي في القدس ودعمه المادي والمعنوي لكل الاهل في فلسطين وصولا الى جلالة الملك عبدالله الثاني الذي اطلق رسميا الجهد الاردني في اعادة بناء منبر صلاح الدين الايوبي ودعمه المتواصل والمستمر بكل الاوراق السياسية والدولية لاثبات حقوق الشعب الفلسطيني .
واشار الى اتفاقية الوصاية بين الملك عبدالله الثاني والرئيس محمود عباس حول تاكيد الوصاية الهاشمية على حماية القدس والمقدسات ودورها في الرد على الانتهاكات والمزاعم الاسرائيلية المستمرة . واكد راعي كنيسة اللاتين بالفحيص الاب عماد علامات ان الرعاية الهاشمية للمقدسات الاسلامية والمسيحية تضمنت الحفاظ على عروبة هذه الاماكن رغم كل المحاولات الاسرائيلية لتغيير الواقع مؤكدا ان الدور الاردني بشكله الرسمي قد يكون الاوحد وبالتنسيق مع السلطة الوطنية الفلسطينية المدافع عن هذه المقدسات.
وقال ان صمود الاردن المستمر يعود لسببين رئيسيين هما السياسة الحكيمة التي ينتهجها الاردن بقيادة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين على المستوى الداخلي والاقليمي والدولي وتماسك الجبهة الداخلية الاردنية اضافة الى ان تظافر الجهود والاديان والاعراق والاصول بالاردن يشارك في منعة هذا الحصن العربي.
كما بين ان دور الهاشيمين في رعاية الاماكن المقدسة اسلامية كانت ام مسيحية هي ليست رعاية مجتزئة فالدفاع عن الاقصى بالنسبة للمسيحيين هو الدفاع عن حضارتنا العربية الواحده والتي لنا شرف الانتماء لتاريخها بالماضي والحاضر والمستقبل والدفاع عن كنيسة القيامة هو دفاع عن مكون اصيل في هذه الحضارة فالاماكن المقدسة بالاضافة لمكانتها الروحية باعتبارها رمز للشراكة التاريخية بين مكونات الشعوب العربية الواحده.
وقال النائب عاطف قعوار انه بالرجوع الى التاريخ نجد ان اول وصاية سجلها الهاشميون في حملة ابرهة الاشرم عند وصوله لهدم الكعبة وبقيت الوصاية الى ال هاشم بداية من عبد المطلب جد النبي محمد عليه الصلاة والسلام واستمرت عبر التاريخ حتى قام الشريف حسين بن علي بتفجير الثورة العربية الكبرى حيث بايعه الناس بالحجاز لتوحيد الامة ورعاية المقدسات وناضل الهاشميون في اقطار المنطقة في الحجاز والعراق وسوريا وفلسطين بنوع من الواجب السياسي للعائلة الهاشمية التي تنحدر من اصول سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام حيث انها الاقدر والاجدر حتى توارى جثمان الشريف حسين بن علي والملك عبدالله المؤسس في القدس.
واضاف ان الوصاية الاردنية على القدس ليست جديدة والجهود والاعمار الهاشمي مستمر ومتواصل مستعرضا مراحل الاعمار الهاشمي مرورا بالملك الراحل الحسين بن طلال الذي باع بيته في لندن من اجل ان يعيد بناء وتلبيس وطلاء قبة الصخره بصفائح مطلية بالذهب وحتى توجيهات الملك عبدالله الثاني باعادة بناء منبر صلاح الدين الايوبي وبناء وانشاء الكليات والمراكز الاسلاميه، كما ان لها مكانة ادبية ومسؤولية عند الهاشميين انها تضم المقدسات الاسلامية والمسيحية واستقبلت اسراء الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وهي قبلة المسلمين الاولى وهي حاضنة المسجد الاقصى والتي تشد لها الرحال . وقال استاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك الدكتور احمد سعيد نوفل اننا متفقون جميعا على اهمية القدس الدينية للمسلمين والمسيحيين فقط، فحتى هذه اللحظه لايوجد اي اكتشاف ديني او اثر لليهود في القدس بل هناك القدس للمسلمين وهناك كنيسة القيامة للمسيحيين .
واشار الى ان من يدعي باهمية القدس من الناحية الدينية لاسرائيل فان ذلك ادعاء سياسي ومحض افتراء وتزييف للحقائق وباطل مشيرا الى ان قضية القدس تختزل موضوع الصراع العربي الاسرائيلي.
وطالب الامتين العربية والاسلاميه التأكيد باستمرار على ان القدس الان ارض محتله وخاصة الشرقية مثل بقية ارضي الضفة الغربية التي احتلت عام 67 وهناك قرار من الامم المتحده رقم 242 الذي يدعو لانسحاب اسرائيل من الاراضي المحتله عام 67 والقدس جزء منها ولايوجد علاقة لاسرائيل بها.
كما طالب نوفل التاكيد على الاهمية السياسية بالدرجة الاولى لمكانة القدس لان ذلك يعني السيادة على المكان وليس المشكلة في كونها دور عبادة على الرغم من الاهمية الدينية الكبيرة لان للاهمية السياسية دورا كبيرا في عودة الحقوق لاصحابها .
وكان استاذ الاديان في جامعة آل البيت والمستشار الاكاديمي للمعهد الملكي للدراسات الدينية الدكتور عامر الحافي قد اشار خلال ادارة للندوة الى ان الرعاية الهاشمية للاماكن المقدسة في القدس تمثل منطلقا وارضية للمسلمين والمسيحيين الذين يقدسون هذه الاماكنن لافتا الى ان هذه الرعاية تأسست منذ سيدنا ابراهيم علبه السلام وتواصلت وارتقت عندما اسري بالنبي صلى الله عليه وسلم الى بيت المقدس وعرج فيه منها الى السماء.
وأكد رئيس الجمعية الدكتور احمد العجو ان هذا النشاط ياتي ضمن اهداف الجمعية في تنشيط الحركة الثقافية بين افراد المجتمع المحلي وعرفانا بالدور الذي قدمه ولا زال الهاشميون يقدمونه في القدس والمقدسات دفاعا عن الامة .
وفي نهاية الندوة سلم العجو الدروع للمشاركين وراعي الحفل.