لاحظ محللون أن تنظيم داعش الإرهابي يتميز عن غيره من عشرات المنظمات الإرهابية وذكروا خمسة عوامل:
الأول هو العنف المفرط الذي يفوق التصور ، مثل قطع الرؤوس وحرق المعارضين وحفلات الإعدام بالجملة، مما لم تمارسه منظمات إرهابية من قبل.
الثاني أن داعش تنظيم مليء مالياً ، يملك مئات الملايين من الدولارات ، ويدفع رواتب ومكافآت عالية، ويملك مصادر تمويل مستدامة خارجية وذاتية.
الثالث السيطرة على بقعة جغرافية ومدن كبرى تضم ملايين من البشر ، مما سمح له بأن يسمي نفسه دولة.
الرابع ممارسة أعلى درجات الإعلام، والتفوق في استخدام جميع وسائل الاتصال الحديثة من إنترنت وإذاعة وتلفزيون وفيديو ووسائل الاتصال الاجتماعي.
الخامس النجاح في اجتذاب أعداد كبيرة من الأجانب ومن ذوي الأصول العربية الذين يحملون جنسيات أوروبية
وأميركية.
نستطيع أن نضيف عوامل أخرى مميزة لداعش وتستحق الذكر:
الأول أن التنظيم تلقى في بداية عهده دعمأً مالياً وتسليحياً من دول عربية وأجنبية معروفة.
الثاني أن داعش لها حدود مفتوحة مع دولة كبيرة وقوية، تقدم لها تسهيلات الدخول والخروج ومرور السلع واللوازم والاتصال بالعالم الخارجي.
الثالث تشـكيل حلف يضم عشرات الدول ليحارب داعش ، ولكنه حلف غير فعّال ، ولا يملك إرادة القضاء على داعش، بل مجرد احتوائها.
الرابع إثارة خيالات تاريخية غير واقعية حول استعادة دولة الخلافة ، مما وفر لداعش حاضنة وأنصاراً وخلايا نائمة في بلدان عديدة.
الخامس أن داعش تدّعي تمثيل المذهب السني في أشد نسخة تطرفاً، وتعادي أهل الشيعة بأكثر من عدائها لإسرائيل والغرب.
داعش ليس لها مستقبل، وقد اصبحت في مرحلة تراجع وانحسار، ولذلك لجأت إلى سلاح اليائس بالقيام بأعمال إرهابية كبرى في الخارج، ففجرت الضاحية الشيعية في بيروت، وأسقطت طائرة الركاب الروسية في سيناء ، وقامت بعمليتها الإرهابية الكبرى في باريس.
من شأن هذه الممارسات أن تؤدي إلى تأليب العالم كله ضدها ، لدرجة اعتبار الحرب ضد داعش حرباً عالمية ثالثة نتيجتها محسومة.
سوف يتركز الحديث بعد الآن على أخطار ما بعد تصفية داعش ، وعودة إرهابييها إلى البلدان التي جاءوا منها لينشروا الإرهاب حول العالم.
الرأي