اليوم قرأت في "عمون" خبرا عن إحالة مستشار في التلفزيون إلى التقاعد(د. محمد المناصير) لأنه كشف لعلية القوم طوابق كثيرة من العفن والفساد الذي يجري في مؤسسة يفترض أنها كبرى مؤسساتنا الإعلامية وصورتنا في الفضاء ومرآتنا أمام أهل الأرض جميعا.وقد نشر الخبر مداخلته أمام رئيس الوزراء كاملة وأن مدير التلفزيون سارع فورا إلى مخاطبة دولة الرئيس بإحالة المستشار الصريح والمكاشف إلى التقاعد عملا بأحكام الديمقراطية والشفافية والنزاهة وحب المصلحة العامة التي يتغنى بها إعلامنا ليل نهار! لأن هذا الفايروس قد يتمدد وينتشر إلى مستشارين آخرين في مؤسسات كثيرة ينخرها الدود (وهات لحّق رقّع)
ولا أريد أن أطيل في وصف المداخلة فهي منشورة في هذا الموقع ولكني أريد أن أقتبس منها مقطعا صغيرا للتدليل على ما فيها::
(تبين أن الكثير من الموظفين يعمل بغير المسمى الوظيفي الرسمي له أو في غير تخصصه ، فتجد أن العامل يعمل سائق والسائق مصور والعامل أمين مستودع والنجار مراقب محطة بنزين والمخلص الجمركي سائق ومدير الأستوديو مخرج ومساعد المعد منسق أو مخرج والطابع فني مؤثرات رقمية والمذيع مؤرشف الكتروني والمنتج مراقب موضوعي والسائق فني نقل خارجي والسائق أمين مكتبة والسائق محاسب والعامل مراسل والمراسل عامل والعامل نجار ومأمور المقسم محاسب وفني الديكور مصور والمنسق مخرج ومأمور المقسم مندوب محرر ومدخل البيانات سكرتير والعامل مراقب خدمات والسائق مراقب إداري والمنسق مخرج والطابع فني مؤثرات رقمية وفني الماكياج مدخل بيانات وغيرها) ... يكفي هذا الاقتباس .. هذا في التلفزيون.. وليس في عيادة قريقرة.!!
والحق أنني كان من الممكن أن أعلق على الخبر في موقعه وينتهي الأمر.. إلا أنني فضلت أن لا يبقى الدكتور المناصير يصفق وحده وبيد واحدة .. فأخذت بنصيحة صديقي خميس بن جمعة بنقل تعليقي إلى هنا
متمنيا ألا يقف الموضوع عند مجرد خبر وتعليق.

دكتور محمد المناصير المحترم
أنا عاطف علي محمد الفراية من قرية الجديدة البائسة في محافظة الكرك.. لست إعلاميا ولن أكون.. ولا أحلم بالعمل في التلفزيون ولا ينبغي لي ولست مؤهلا له.. ولا شأن لي بشكل شخصي في الموضوع برمته، لكنني من المواطنين الذين يبكون دما حين يرون فسادا استشرى في بلادهم ومدد فيها رجليه ولا حسيب ولا رقيب

أنا أعلم أنك لم تكتب هذه الرسالة إلا وأنت متوقع العقاب وأنك مستعد له وأن رجلا بخبرتك من الممكن أن يتلقفه من هم أفضل وأكرم وأنك لست خائفا.. ( ولست أخاف... وكيف يخاف الجهور بطلقته طلقة كاتمة)
ما أحوج مؤسساتنا إلى من يملك القدرة على المكاشفة من أمثالك رغم أنني على المستوى الشخصي لا أعرفك. ولا أحلم بالترشح لشيء يمكن أن تنتخبني فيه .. ومتزوج ومستقر وأكره التعدد وبالضرورة لا أفكر في مناسبة المناصير وإن كان هذا يشرفني ويشرف الآخرين.

أعلم وأتوقع كل هذا .. لكن
أتمنى أن لا تتوقف عند التقاعد..
أتمنى أن تصعّد المسألة وترفع قضية لتعود بشروط جديدة..
أتمنى أن ينشر بيانك الشهم بكل الوسائل المتاحة بدأ من الإنترنت وحتى المنشور الشعبي في الشوارع..
أتمنى أن تجد رجالا (نشامى عن جد) يتبنون موقفك
أتمنى أيها النبيل الشهم أن يكون كل المستشارين مثلك وأن يحذو حذوك ويكاشفوا علية القوم بالفساد والدود الذي ينخر مؤسسات الوطن (من أحرفها لأطرفها)

Amann272@hotmail.com