اردوغان : بوتين لا يرد على إتصالاتي
26-11-2015 08:18 PM
** تصاعد الحرب الكلامية بين موسكو وأنقرة
عمون - أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخميس في حوار مع فرانس 24 أن بلاده لا ترغب في أن توتر العلاقات مع روسيا، مشيرا إلى أن بوتين رفض الرد على مكالمته بشأن إسقاط طائرة روسية. وأضاف أن موسكو لا تحارب تنظيم "الدولة" في سوريا.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في حوار لفرانس 24 إن الطيران الحربي التركي لم يتعرف في البداية على الطائرة الروسية التي أسقطها الثلاثاء، قائلا إنها اخترقت أجواء تركيا، وطالبها إلى جانب طائرة أخرى بمغادرة المجال الجوي التركي، إلا أنها لم تمتثل لذلك، ما استدعى تدخل المقاتلات التركية.
وأوضح أردوغان أنه لو علم الطيران الحربي التركي بأن الأمر يتعلق بطائرة روسية لتصرف بشكل مختلف، وأشار في الوقت نفسه إلى حادثة سابقة تحدث بخصوصها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، واعتبر في السياق ذاته أن الأمر يتعلق بـ"سيادة" بلاده.
وأكد أردوغان أن تركيا لا ترغب في أن تتوتر العلاقات التركية الروسية، مشيرا إلى العلاقات الاقتصادية، التي وصفها بـ"المتقدمة" التي تربط بين البلدين.
ولفت الرئيس التركي إلى أنه كلم نظيره الروسي فلاديمير بوتين إلا أن الأخير لم يرد عليه. وأضاف أن على بوتين أن يطلع على كل المعطيات العسكرية التي بحوزته حول ما حصل بالضبط، قبل أن يطلب اعتذارا من أنقرة بشأن الحادث.
وبخصوص الاتهامات الروسية بشأن شراء تركيا النفط من تنظيم "الدولة الإسلامية"، اعتبرها أرودغان مجرد "افتراءات"، ودعا من يتهمون أنقرة بذلك بتقديم الدليل، معبرا عن استعداده لترك منصبه إن حصل ذلك فعلا.
ونفى أردوغان أن تكون روسيا تحارب تنظيم "الدولة" في سوريا، مؤكدا أنها تستهدف مقاتلي المعارضة وتدعم بشار الأسد.
وبشأن اللاجئين السوريين، دعا الرئيس التركي إلى "خلق منطقة مؤمنة خاصة بهم، خالية من كل أنواع الإرهاب، على الأراضي السورية، يحظر فيها الطيران".
**
كان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان انتقد اليوم الخميس (26 نوفمبر تشرين الثاني) ما وصفها التصريحات "الانفعالية" و"غير المناسبة" عن احتمال إلغاء مشروعات مشتركة مع روسيا بعد إسقاط تركيا طائرة حربية روسية قرب الحدود السورية.
وفي تصعيد للحرب الكلامية بين موسكو وأنقرة رد اردوغان على اتهامات روسيا بأن تركيا تشتري النفط والغاز من تنظيم الدولة في سوريا باتهام الرئيس السوري بشار الأسد وداعميه- وبينهم موسكو- بأنهم مصدر التمويل الحقيقي والقوة العسكرية للتنظيم.
ويمثل إسقاط الطائرة يوم الثلاثاء (24 نوفمبر تشرين الثاني) أحد أخطر المواجهات المعلنة بين بلد عضو في حلف شمال الأطلسي وروسيا منذ أكثر من نصف قرن وزاد من تعقيد الجهود الدولية للتصدي لمقاتلي الدولة في سوريا.
وأمر رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف حكومته اليوم الخميس باتخاذ خطوات تشمل تجميد بعض المشروعات الاستثمارية المشتركة وتقييد الواردات الغذائية من تركيا.
وقال إردوغان في خطاب أمام مسؤولين محليين بالعاصمة أنقرة "في هذه المرحلة هناك بعض التهديدات.. قد يتم وقف مشاريع مشتركة.. قد تُقطع العلاقات؟ هل هذه الأساليب مناسبة لسياسيين؟."
وأضاف "في البداية على السياسيين وعلى جيشينا الجلوس معا والحديث عن مكامن الخطأ ثم التركيز على تجاوز ذلك الخطأ من الطرفين. لكنك إذا أصدرت بيانات انفعالية كهذه.. لن يكون هذا بالأمر الصائب."
وقال إردوغان إن الطائرة الروسية أسقطت يوم الثلاثاء "كرد فعل تلقائي" لانتهاك المجال الجوي التركي بما يتوافق مع تعليمات سارية صدرت للجيش.
أضاف الرئيس التركي إن تلك التعليمات لا علاقة لها بالخلافات مع روسيا بشأن السياسة المتعلقة بسوريا مضيفا أن أنقرة ستواصل دعم المعارضة المعتدلة في سوريا والمقاتلين التركمان الذين يناصبون الأسد العداء.
وأوضح "نحن نرد بشكل فوري على أي انتهاك لحدودنا وفقا لقواعد الاشتباك التي أعلناها ونقلنها إلى روسيا عدة مرات. يتعين على الجميع أن يعلموا أن هذا رد فعل تلقائي بما يتفق مع التعليمات التي صدرت (للجيش). لقد وقعت عدة حوادث مشابهة في الماضي."
وتصر روسيا على أن طائرتها لم تخترق المجال الجوي التركي.
وزعم ميدفيديف أمس الأربعاء (25 نوفمبر تشرين الثاني) أن مسؤولين أتراك يستفيدون من مبيعات نفط تنظيم الدولة بينما قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إنه ليس سرا أن "الإرهابيين" يستخدمون الأراضي التركية.
وقال إردوغان "أكبر داعم لداعش (الدولة) هو نظام الأسد. يقولون إن تركيا تشتري النفط من داعش... عار عليكم. معلوم تماما من أين تشتري تركيا النفط والغاز.. مصدرنا الرئيسي (الذي نحصل منه على النفط والغاز) هو روسيا."
ومضى قائلا "إذا بحثتم عن مصدر الأسلحة والقوة المالية لداعش.. فإن أول مكان يمكن النظر اليه هو نظام الأسد والدول التي تعمل معه."
وقال اردوغان ايضا ان تركيا تتخذ إجراءات احترازية لمنع تهريب النفط على حدودها.
ويمثل تهريب النفط مصدرا رئيسيا للدخل لتنظيم الدولة.(رويترز)