facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




لسنا عبيدا ولستم ساده!


شحاده أبو بقر
25-11-2015 09:00 PM

عندما تفقد القيم الجليلة قيمتها العظمى في حياة الشعوب ,فإقرأ عليها السلام عندها , وتيقن من حقيقة أن الزمان آخر زمان ,وعندما تغدو القيم مادية وحسب فلا فضيلة تذكر إلا بمقابل مادي صرف , فأعلم أن خالق الكون جل في علاه , غير راض ابدا عن عباده , وأن سخطه سبحانه قد حل أو هو على وشك .

عشت طويلا وعرفت كثيرا وخبرت عديدا من عباده , قلة منهم أحمد الله أن عرفتهم , وكثرة لكم تمنيت لو لم أرى سحنهم يوما , فكلما مروا في خيالي , تذكرت فورا نصيحة ذلك البرلماني المغاربي الذي قال لي ناصحا في بلاد غريبة خلال مؤتمر برلماني ذات يوم , " أرغب في التعرف إليك , فكما ارى يبدو لي انك تعطي غيرك كل ما عندك وبإخلاص مثير , نصيحتي لك ان لا تفعل , فالناس لا يستحقون , إتعب فقط من اجل نفسك , فهذا الزمان مختلف تماما , ويبدو لي انك تعيش في زمن كان جميلا مضى ولن يعود " .

أفكر دائما في تلك النصيحة وأقيسها بواقعنا اليوم , واكتشف انها فعلا في مكانها الصحيح , وأسأل غيري فأجد الداء واحدا عند الجميع , ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم , فلقد تبخرت كل القيم الجميلة الجليلة من حياتنا , وحلت مكانها قيم جديدة لا فضيلة فيها , حيث المال ولا شيء غير المال , هو السيد والسند وعنوان الحياة وشؤونها , من يملكه هو السيد , ومن لا يملكه بين خيارين لا ثالث لهما , فإما عبد لمن يملك , وإما فليقعد ملوما محسورا .

هذا زمان ملتبس وبالذات عندنا نحن العرب , بعد أذ إنقطعنا تماما عن موروث عظيم طابعه قيم لا أحلى ولا أغلى ولا أجمل , وإستعضنا عنها بقيم ليست بقيم , إلا بقدر ما تساوي ماديا فقط , وصرنا سادة وعبيدا معا , والقاسم المشترك مادي بإمتياز , فلا نحن كنا ولا نحن صرنا , وغدا المنافقون والإنتهازيون والمتسلقون والوصوليون والمنقطعون عن ماضينا وماضيهم , هم سكان الحلبة وأهلها وسادتها , أما من إستحى وعف وإستأثر , فلا مكان له وسط الزحام , وليس له إلا ان يراقب وحسب . ايها السادة , نحن لسنا عبيدا , وانتم لستم ساده , والله من وراء القصد .





  • 1 اسماعيل المرعي 26-11-2015 | 12:27 PM

    جوهر الحياة وعصبها هذه الايام مادي بحت , فلا تقدير ملموس لحاملي القيم العظيمة لدى السواد الاعظم من الناس ، اما شخصك الكريم فلديك من الاسباب الكثيرة بان تبقى كما انت متمسك بها دائما،


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :