facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




من في الطليعة ؟


25-11-2015 04:22 PM

كتب:مالك كباجة

هل تخدعنا مؤشرات قياس الاداء والنسب المالية التقليدية للقطاع المصرفي بنسب نمو ايجابية لتغمض اعيننا عن انخفاض الاهمية النسبية للقطاع المصرفي العالمي و دوره الريادي في تنمية الاقتصاد العالمي ؟وهل سيتخلى قطاع المصارف عن دوره التاريخي الوساطي بين المودعين والمقترضين؟

ام سنقف كالرجال الشجعان ، وسيجلس قادة القطاع المصرفي على كرسي الاعتراف لاطلاق ثورة جديدة في المصارف ، ولتعلن مرحلة جديدة من المصارف التكنولوجية الحديثة لتعزيز دور المصارف المحوري والاحتفاظ بمكانتها التاريخية في جمع المدخرات وتحويلها الى استثمارات وتاثيرها على الاقتصاد العالمي .

ان الاعتراف لايعني انكار او تقليل حجم الدور المحوري الذي لعبته وتلعبه المصارف على مر العقود واثر هذا الدور في تنمية وتعزيز النمو في القطاعات المختلفة ، فلقد شاهدنا قدرة المصارف (بمختلف انواعها) على تلبية احتياجات الاسواق المحلية والعالمية ،ودورها بالتأثير على نسب النمو للقطاعات المختلفة من خلال تقديم حوافز ومميزات متعدده لدعم هذه القطاعات، اضف الى تغييرات اسعار الفوائد المدينة والدائنة واثرها على النظام المالي العالمي وتوجيه الاستثمارات لقطاع دون اخر .

فلقد اثبتت المصارف قدرتها على التكيف مع المتغيرات السياسية والاقتصادية المختلفة وذلك بتوفير حلول مالية متكاملة لجميع القطاعات، تتلائم مع مراحل النمو الاقتصادي العالمي والذي تخللة الثورات الصناعية الثلاث حتى وصلنا الى ما يطلق عليه بالثورة الصناعية الرابعة.

حيث يعتبر تطوير تكنولوجيا المعلومات في عالم اليوم جزءا لا يتجزأ من السياسات الثقافية والإجتماعية والإقتصادية ، ولذلك تسعى كل القطاعات لتحديد الإستراتيجية الأكثر ملائمة بهدف الموائمة مع الابتكارات التكنولوجية و التي لايقل تأثيرها على المجتمعات الإنسانية عن تأثير الثورة الصناعية.

حيث أدى التطور السريع لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلى بروز نموذج ونمط جديد من منظمات الاعمال و الإدارة و المعاملات التجارية ... في ظل التنافس والتحدي المتزايد أمام القطاع المصرفي لتوفير وسائل حديثة لادارة الاعمال والتواصل مع العملاء والسرعة في اتخاذ القرارات ،اضافة الى توفير حلول مالية عصرية مواكبة للتغيرات والتطورات التكنولوجية المختلفة ومتلائمة مع المتطلبات العالمية من مكافحة غسيل الاموال وتمويل الارهاب .... الخ .

كذلك بات لا يخفى على احد ضعف قدرة المصارف بمختلف انواعها واحجامها في مواكبة التطور اللامحدود والنمو المتسارع في التكنولوجيا الحديثة ، وبطئ اتخاذ القرارات في مختلف المستويات الادارية والتنظيمية خلافا لما هو مطلوب , اضافة لقلة وضعف الحلول المالية المبتكرة في ظل شح / قلة المنتجات و الخدمات المتوائمة مع التكنولوجيا الحديثة على الرغم من المحاولات المتواضعة لبعض المصارف وشركات الدفع والبطاقات العالمية في الاستفادة من تطبيقات الهواتف الذكية اضافة لتقنيات بصمة العين , الصوت .... الخ والذي لم يرتقي للمستويات المطلوبة وبالتكامل والشمول المطلوبين .

و نتيجة لهذا التقدم التكنولوجي المتسارع وبالتزامن مع انشغال المصارف بالاعمال الروتينية و غيابها الابداعي ظهر ما يسمى بالمحافظ الالكترونية والحسابات الافتراضية .

وبذلك توفرت مجموعه من الفرص ، للعديد من قطاعات الاعمال للتسلل جزئيا الى اعمال القطاع المصرفي ، حيث برز قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات كابرز المتسللين للاعمال المصرفية ، وسخر جميع الامكانيات التكنولوجية والفنية و التقنية لتطوير ما يسمى بخدمات الدفع من خلال الهاتف المحمول بمحافظ الكترونية افتراضية فقط . اضافة الى تطويرها لخدمات ومنتجات ابداعية توازي وتتقدم عن الخدمات المقدمة من قبل المصارف ، لتشمل التحويلات المالية الداخلية والخارجية والدفع المباشر و استخدامها للدفع عبر الشبكة العنكبوتية والعديد العديد من الخدمات الاخرى لتوفير حلول متكاملة لشريحة كبيرة من المجتمع.

حيث استطاعت شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وبكل اقتدار في ظل الثورة التكنولوجية بتعزيز دورها ضمن اقتصاد الدول المختلفة وتثبيت نفسها كلاعب اساسي ضمن منظومة الدفع العالمية .

وبذلك ظهر نوع جديد من الحسابات الجارية لدى شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات توازي الحسابات الجارية لدى المصارف ، واطلق عليها الحساب الالكتروني والتي انشأت بتعاون متفاوت بين شركات الاتصالات وبعض المصارف وبرقابة متواضعة لا ترتقي في كثير من الاحيان للرقابة المطلوبة من قبل البنوك المركزية على القطاع المصرفي وخصوصا فيما يخص مكافحة غسيل الاموال وتمويل الارهاب .... الخ
الحقيقة هنا ، اننا لانرى بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات منافسا يشكل تهديدا حقيقيا في الوقت الحالي او ضمن المنظور القريب للقطاع المصرفي ، وذلك لافتقارة للعديد من الكوادر و الخبرات و الكفاءات اللازمة لادارة و تشغيل الاعمال المصرفية بالشكل المطلوب.

بل هو شريكا استراتيجيا ، عمل و يعمل مرغما نتيجة لثورة تكنولوجيا المعلومات على تقديم منتجات و خدمات تكنولوجية ريادية و عصرية تحوي بعض الوظائف المصرفية و تلبي الاحتياجات و التطلعات الحالية و المستقبلية لشريحة كبيرة من العملاء ،وذلك بسبب قصور القطاع المصرفي عن ذلك . فهل يستمر هذا الدور و يتطور مستقبلا ؟

ان الواقع الفعلي اليومي ، يعكس تتطورا ايجابيا صامتا للحسابات الالكترونية ، ولربما ستصبح يوما ما احدى الحسابات الرئيسية للعديد من فئات وشرائح المجتمع لتشكل نواة حقيقية للاعمال المصرفية و التي ينبثق عنها الحسابات الادخارية وغيرها من الحسابات المتعددة مدفوعه وغير مدفوعة الفوائد .

لتتمكن شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بلعب دورا اكبر في حركه الاموال و الاقرض , اضافة الى المعاملات الدولية المتعددة وتوجيه الاستثمارات . وبالتالي ظهور دور جديد لشركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ولتصبح البديل الانسب عن المصارف التقليدية المعروفة عالميا .

وهنا يمكن ان نسأل مجددا، هل سيسجل التاريخ يوما ما ظهور ما يصح ان يطلق عليه - الاتصالات المركزية - اسوه بالمصارف المركزية حول العالم ؟! واندماج دور البنوك بشركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وتقديم جميع الخدمات المصرفية الشاملة المتكاملة من خلال شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وبمحافظ الكترونية عصرية ومتميزة تلبي تطلعات واحتياجات المرحلة المستقبلية ؟
وهل ستستفيد شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من هذه الفرص الذهبية لتملك المصارف المختلفة لتصبح احدى نقاط التواصل مع العملاء ؟!

ام سنشهد ثورة تكنولوجية متكاملة في المصارف (باختلاف انواعها )، تعكس مدى قدرة القطاع المصرفي على التكييف مع التكنولوجيا الحديثة و تقدم منتجات وخدمات ابداعية ومبتكرة ضمن مفاهيم تكنولوجية حديثة تلبي تطلعات واحتياجات الشرائح المستهدفة ؟

نعم هذه دعوة مفتوحة لجميع قيادات القطاع المصرفي للتحلي بالشجاعة والجلوس على كرسي الاعتراف واطلاق العنان للابداع المصرفي لخلق نسب نمو استثنائية ، وذلك بتقديم منتجات وخدمات عصرية تتوائم مع متطلبات المرحلة المستقبلية وتسخر الامكانات التكنولوجية اللامحدودة اضافه لاامكانيات الشركاء الاستراتيجيين لتسهيل وتسريع عمليات اتخاذ القرار والتعامل مع العملاء الحاليين والمستقبليين وتحافظ على الدور الريادي التاريخي للقطاع المصرفي.

هذا ما نحتاجه حاليا حتى لا تخدعنا مؤشرات الاداء والنسب المالية الحالية والتي لا تعكس مدى التغيير بدور المصارف في التأثير على الاقتصاد العالمي , وندعو لإيجاد مؤشرات قياس اضافية جديده تعكس مدى التغيير في سلوك و رغبات العملاء وفقا لطبيعة المعاملات الحديثة .
و في حينها سوف نسال مجددا , من في الطليعة في التأثير على تطور القطاعات المختلفة وتوجيه الاستثمارات في العالم ؟





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :