الحكمة الاردنية في القمة الروسية الاردنية
مأمون مساد
25-11-2015 12:00 PM
تشكل المحادثات بين جلالة الملك عبد الله الثاني ونظيره الروسي فلاديمير بوتين والتي ارتركزت حول التنسيق بشأن الأزمة السورية من جديد بدور محوري للاردن وروسيا في الازمة الممتدة منذاربعة سنوات وهي سعي من قوة عظمى ك روسيا للاستماع الى صوت الحكمة والاستشراف المستقبلي لجلالة الملك عبدالله الثاني في ظل الموج الدولي المتلاطم في وقت مناسب ويكتسب أهمة كبيرة نظرا للتطورات في الأزمة السورية،في حوار صريح ومكثف.
الأردن الذي يتولى في الوقت الراهن مهمة تنسيق الجهود لوضع قائمة موحدة للتنظيمات الإرهابية التي تحارب في سوريا دور محوري وهام لابد من تنسيق الجهود اتجاهه وبالتالي وفي ظل دخول روسيا مؤخرا وبشكل مباشر لابد ايضا ان تستمع الى الجهد الاردني وان تقدم ما لديها بخط متواز مع الخط التفاوضي في فيينا مع المجموعة الدولية الساعية لايجاد مخرج للنفق الذي تغرق به سوريا والمنطقة واغتنام كل جهد ينهي مسلسل الارهاب والتطرف وينهي مأساة الشعب العربي السوري المهجر في الداخل والخارج.
عند حديثنا عن الادوار الدولية فان البوصلة لا يمكن لها ان تتجاوز الادوار الاردنية:- دبلوماسيا وعملياتيا وانسانيا فاعلا يشهد له المجتمع الدولي وقادته وبما تشكل هذه الادوار من انموذجية صعب تطبيقها عالميا، ويكرر جلالة الملك عبدالله الحديث عن تحدي اللجوء السوري في الاردن الذي يضيف 20% على السكان بالوقت الذي هاجت اوروبا وماجت في عشرات الالاف من اللاجئيين قصدوا اوروبا ،وانموذجية اخرى في التصدي الى مارد الارهاب المتسلل عبر الحدود السورية والعراقية كانت لها العيون الساهرة من افراد جيشنا العربي والاجهزة الامنية بالمرصاد، اما معجزة التحدي الاقتصادي التي يواجه الاردن فهي اختبار نجح به رغم كل المؤثرات السلبية للازمة العالمية الاقتصادية والازمة السورية.
ما سيتبع القمة الاردنية -الروسية لن يكون محضر اجتماع لمباحثات ووثيقة تحفظ في سجلات، بل ستكون وثائق استرشاد للسياسات القادمة تجاه سوريا والمنطقة من قبل روسيا والمجموعة الدولية، وما نأمله ايضا الا تكون تعاطف معنوي وتقدير للموقف الاردني بل نريده دعما اقتصاديا وسياسيا تجاه الاردن ليستمر في دوره المحوري في المنطقة.